القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

فضل إتقان الوضوء مع البرد

109

 

⁦▪️⁩بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى.

خصّ النبي ﷺ إتقان الوضوء في وقت البرد أو المرض أو الحاجة للنوم بفضيلة خاصة وهي تكفير الخطايا ورفع الدرجات ، وجعله بمنزلة الجهاد والمُرابَطة على الثغور (أي حراسة الحدود) فقال :

” ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟
قالوا : بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره و كثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط” .

رواه مسلم وغيره .

ومن خصال الإيمان التي وصى بها الفاروق عمر ابنه :
” إسباغ الوضوء في اليوم الشاتي “.

ومعنى الحديث الأول كما قال السيوطي في شرح (الموطأ ):

يمحو الخطايا كناية عن غفرانها والعفو عنها وقد يكون محوها من كتاب الحَفظة (الملائكة الكاتبين) دليلا على عفوه تعالى عمن كُتبت عليه.

و(يرفع به الدرجات ) قال الباجي :

أي المنازل في الجنة ويحتمل أن يريد رفع درجته في الدنيا بالذكر الجميل وفي الآخرة بالثواب الجزيل.

و(إسباغ الوضوء) أي إتمامه وإكماله واستيعاب أعضائه بالماء عند المكاره .

قال الباجي :

من شدة برد وألم جسم وحاجة إلى النوم وعَجلة إلى أمر مُهم وغير ذلك.

(وكثرة الخطا إلى المساجد ) وهو يكون ببُعد الدار عن المسجد ويكون بكثرة التكرر عليه .

(وانتظار الصلاة بعد الصلاة ) وهذا إنما يكون في صلاتين : العصر بعد الظهر والعشاء بعد المغرب .

(فذلكم الرباط) يعني من الرباط المُرغّب فيه لأنه قد ربط نفسه على هذا العمل وحبس نفسه عليه.
ويحتمل أن يريد تفضيل هذا الرباط على غيره من الرباط في الثغور (أي الحدود).

ولذا قال فذلكم الرباط أي إنه أفضل أنواعه كما يقال : جهاد النفس هو الجهاد أي إنه أفضله.

ويحتمل أنه يريد أنه الرباط الممكن المتيسر.

وقيل (الرباط) أي هذه الأعمال تربط صاحبها وتكفه عن الحرام والمعاصي ، وكرره ثلاثا على معنى التعظيم لشأنه .

تنبيه :

إسباغ الوضوء لا يعني الإسراف في الماء بل الإقتصاد فى ذلك والحفاظ على نعمة الماء .
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ..

قد يعجبك ايضا
تعليقات