القاهرية
العالم بين يديك

اليقين

123

بقلم: سمر فاروق

عهدتك مذ نعومة أظفاري، ناعما مسترسلا، محط إعجاب من حولي، تزيدني جمالا وإشراقا، كنت أحلم عندما أكبر؛ فأتجمل بك وسط من حولي، كانت أمي تخاف علىّ خوفا شديدا، فازداد خوفي أنا الأخرى، وازداد معه حبي لك، وتعلقي بك.
أنتظر نوم أهل البيت كله؛ فأذهب إلى المرآة، ويزداد إعجابي بنفسي، ولكن تبدل حالي، ووقعت تحت ضغط نفسي كلما مر عمري، وشهدتك تسقط شيئا فشيئا.
يا من كنت محط الإعجاب، صرت مثارا للشفقة، تبدل الحال إلى دموع، ورحت أتنقل من طبيب إلى طبيب، أجري التحاليل، وأتناول العقاقير، وأصبح الأمر غريبا.
حتى أدركت أنه لا محالة، فصرت سببا لأزماتي، بعد أن كنت مصدر فرحتي.
رحت أذكر نفسي بنقص الإنسان وعدل ربي، وبما عوضني وأعطاني، فوجدت نعما لا تعد ولا تحصى، ولكن هل تكفي فقط المعرفة؟! أم أن الإدراك والحمد ضروريان؟
حتى وإن هوجمت من أقرب الناس إلي، فإنني أعلم يقينا، أنه اختبار، أردد داخلي دوما أنني سأفوز بالجنة بإذن الله، حتى وإن سالت الدموع مبتسمة راضية.
فقد قال تعالى:
“لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختالٍ فخور.”
فعلمتني تلك الآية أن أكون بين بين في جميع أموري، وأن كل عطاء مردوده إلى الله عز وجل.
نعم، عانيت لسبب خارج عن إرادتي، وفي كل لحظة كان يغدو بي الأمل بأن الله قادر وسط دموع وأوجاع تدمر النفس.
كانوا يحاربون الأمل، يحاربون يقيني بربي، فتذكرت قول الصحابي الجليل عندما قطعت ساقه، فسبقته إلى الجنة، فلم الحزن؟!
فقد سبقني شعري إلى الجنة، وماذا إن شفيت وذهبت عني الجنة؟!
لا لا ياربي..فقد رضيت بما ارتضيته لي، فقط أريد تذكيرهم بأنك قادر، أريد أن أعلمهم درسا عن اليقين .

قد يعجبك ايضا
تعليقات