الكاتب والمؤرخ فاروق متولي يكتب
ياعريس ياصغير علقه تفوت ولاحد يموت أغنية فلكلورية لايختلف مفهومها عند أمهات الأطفال الذكور وابائهم عندما يشرعون في اجراء عملية الطهور من محافظة لأخري وهي عادة مجتمعية لابد منها باعتبارها متأصله في كثير من الدول كطقوس دينيه وثقافية منذ عهد الفراعنه والذين سجلوا وقائعها مصوره بدقة فوق جداريات معابدهم عندما كان أبو المختون يمنح المختن مقابل مادي او قطع ذهبيه وحبوب او عطور حتي اصبح اليوم الختان عملية جراحيه كاملة الأوصاف يحميها القانون وتحرص عليها المجتمعات العربية والأجنبية وخاصة في المجتمع الريفي المتزمت باجرائها للبنات..ولايختلف المجتمع السويسي في عاداته وتقاليده عن باقي المجتمعات كثيرا في المحروسه عندما كانت العائلات السويسيه منذ بداية القرن التاسع عشر تقوم بدعوة الاقارب والاصدقاء لحضور حفل ختان المحروس ابنهم خلال الأعوام السادسة او السابعة الاولي من أعمارهم يحددونها تاريخيا لتتفق مع مواعيد الليلة الكبيرة للمولد النبوي الشريف وكان تأجيل موعد الختان المقصود به غالبا حتي يشتد عود الطفل ليستحمل إجراء عملية الطهور عكس مايحدث اليوم عندما تتم في الأيام الاولي من مولده وفي الكتمان خوفا من الحسد بالإضافة لرغبتهم زمان لاقامة فرح كبير تحييه العوالم والراقصات مع نحر الذبائح للمدعوين وتجهيز وجبات العشاء المتين للمدعوين فكان الأب المتريش يحمل طفله في زفه يمتطي فيها حصان ابيض من منزله حسب امكانياته ليطوف به وسط الزحمه المنصوبه امام مقام سيدي الغريب او سيدي الأربعين وسط زغاريد النسوه من المتجمهرات من اقاربه وأهل الحاره وهم يلوحون للطفل بأياديهم كما وانه رايح يجيب الديب من ديله وهو مرتديا قفطانه الأبيض الجديد المصنوع من الحرير واللباس الواسع الهفهاف لينزع عنه الخوف الذي قد يتسرب اليه من اثار العدوان الذي سيواجهه شاء ام أبي وحاتخليه راجل ملو هدومه رغم عدم ادراكه لمدي أهمية ذلك ليكون اب فالح في الدنيا…وتستقبل النسوه العريس الصغنطوط بعد عودته الميمونه بالزغاريد وتجهيز النقطه والهدايا لأم المطاهر الفرحانه به كنوع من اثبات فرحتهن وكله مكتوب علي النوته باعتباره دين مؤجل واجب الدفع…وزياده في نزع الخوف من الواد توعده امه بأن تدبح له كتكوت ياكله كله بحاله ويغوص في اعماق طبق الشوربه وهي تغني له ياعريس ياصغير علقه تفوت ولاحد يموت وحاتشرب مرقة كتكوت…وهي نفس الاغنيه الفلكلوريه التي صورها الشاعر الكبير صلاح جاهين في ملحمته الخالده الليله الكبيره..وكان قد سبقه في هذا المعني ماقاله الشاعر أحمد فؤاد نجم ومن الحان الشيخ امام مع “مع الزغروده حاأحكي حدوته الثعلب فات فات واللي المطاهر شافها مظاهر طب ساكت وصرخ وقال مااحناش بقرات ” ومع توزيع الشربات يسود بعدها المكان لحظات صمت يقوم فيها المزين المشهور عم عبده الرجل الغامض بسلامته وهو يحمل تحت ابطه عدة الشغل داخل حقيبه جلديه سوداء بينما يحاول ان يترك علي وجهه ابتسامه مصطنعه حتي لايخاف منه العيال الذين يعتبرونه زي ابو رجل مسلوخه اللي كانت امهاتهم بتخوفهم منه زمان علشان يتخمدوا ويناموا…وهنا تسرع الأم تجمد قلبها بالاحتفاظ بالجزء الجلدي الصغير الذي تم بتره والمعروف طبيا باسم “الفلقه ” بوضعها مع قطعة نقود فضيه بتاعة السلطان حسين او الملك فؤاد مع شوية شيح في منديل مصرور تعلقه في رقبة الننوس المتطاهر لمدة اسبوع غير مسموح له خلالها باللعب لأنه في اجازة عارضه لزوم الحيطه والحذر لعدم فقدانه كارنيه تصريح دخوله عالم الرجال..ومعلهش ياحبيب قلبي ماهي علقه تفوت ولاحد يموت..وعقبال عندكم ان شاء الله.