القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ذكرى الأديب الكبير يوسف السباعي

104

كتبت – أماني عز الدين

يتوافق منذ ايام قليلة وتحديدا يوم 18فبراير وذكري حزينة هي اغتيال كاتب الرومانسية يوسف السباعي والذي جمع بين كونه مثقفا وأديبا وبين كونه وزيرًا للثقافة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ، و ذلك في قبرص في صباح يوم 18 فبراير عام 1978 عن عمر ناهز ال60 عاماً أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمراً آسيوياً أفريقياً بصفته أمين عام منظمة التضامن الإفريقى الآسيوى، لكن السباعى لم يعلم ماذا تخبأ له الأقدار هناك حيث قام رجلان بقتله في عملية أثرت على العلاقات المصرية – القبرصية.

فى يوم الجمعة الـ17 من فبراير 1978، وصل يوسف السباعى وزير الثقافة المصرى آنذاك، إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، على رأس الوفد المصرى المشارك فى مؤتمر التضامن “الأفروآسيوى” السادس، وبصفته أمين عام منظمة التضامن الإفريقى الآسيوى..
لكنه لم يعلم ماذا تخبأ له الأقدار هناك.
نزل يوسف السباعى من غرفته بفندق هيلتون، متوجهًا إلى قاعة المؤتمر بالطابق الأرضى، وكان المؤتمر قد بدأ بالفعل برئاسة الدكتور فاسوس ليساريدس، نائب سكرتير المنظمة، ورئيس الحزب الاشتراكى القبرصى، توقف السباعى فى تلك الأثناء أمام منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور لقاعة المؤتمر، وحينها أطلقت عليه 3 رصاصات أصابته فى مقتل. فارق يوسف السباعى الحياة وسرعان ما تناقلت وكالات الأنباء خبر مقتلة ..
تلقى المصريون نبأ اغتيال السباعي بصدمة بالغة ثارت الأسئلة المبكرة عن هوية مرتكب الجريمة ، تناقضت الأنباء إذ أعلن في البداية أن القاتلين فلسطينيان واتضح فيما بعد أن أحدهما فلسطيني والآخر عراقي .ادعا قاتلا السباعي إنهم قد قتلاه لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس السادات ولأنه بحسب رأيهما كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية ، بعد اغتيال السباعي أخذ القاتلان نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد .
استجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز (DC8) وذلك من مطار لارنكا أطلق القاتلان سراح معظم الرهائن بينما واصلوا احتجاز إحدى عشر رهينة من بينهم أربعة رهائن مصريين ثم أقلعت بهم الطائرة من قبرص لكن عدة دول رفضت أن تهبط بها طائرة الرهائن من بينها ليبيا و سوريا واليمن الجنوبية وبعد هبوط اضطراري في جيبوتي تقرر عودة الطائرة إلى مطار لارنكا.
حزن الرئيس السادات فور ابلاغة بالخبر فقام بالاتصال بالرئيس القبرصى سبيروس كبريانو وطلب منه إنقاذ الرهائن في الطائرة المختطفة وتسليم الخاطفين للقاهرة. استجاب الرئيس القبرصى لطلب السادات وذهب بنفسه للمطار وتأخرت عملية تحرير الرهائن. أرسل الرئيس السادات نخبة قوات الخاصة المصرية وهي قوة صاعقة خاصة على متن طائرة من طراز سي-130 إلى قبرص مع إرسال رسالة للرئيس القبرصى تحتوى فقط هذه العبارة؛ (الرجال في الطريق لإنقاذ الرهائن) دون توضيع ما إذا كانوا قادمين جواً أو ماهي نواياهم . بمجرد وصول الطائرة للمطار بدأت الوحدة الهجوم بأكملها رغم عدم وجود تصريح بالهجوم من قبرص. استسلم خاطفوا الطائرة وسُلموا لاحقا للقاهرة حيث حكم عليهم بالإعدام ثم خفف الحكم. أسفرت تلك العملية عن قطع العلاقات الدبلوماسية لقبرص مع القاهرة لعدة سنوات ..
رحم الله اديبنا الراحل ..

قد يعجبك ايضا
تعليقات