القاهرية
العالم بين يديك

بنت الصعيد

438

كتبت د/أية طارق عبد الفتاح 

 

المرأة الصعيدية في بلاد الصعيد متصانة ،
فهي الأم(الكبيرة)،والأخت والزوجة والأبنة هي أمانة في يد الرجل الصعيدي وشرفه وعنوان رجولته..

ستجد في الصعيد أمر يدهشك وهو (احنا مش بنحب خلفت البنات ) كلمة علي كل لسان صعيدي وصعيدية ،وعندما يرزقون بالفتاة تصبح قرة أعينهم .

الصعيدية لا تجلس فى مجلس الرجال ولا تضع مستحضرات التجميل  ولا تُخرج ضفيرتها من أسفل حجابها.

المرأة الصعيدية تعيش تحت جناح الرجل لكن في الحقيقة هى رجل البيت إذا غاب الرجل تحكم وتدير وتكلف وتوزع المهام هي سند ووتد الرجل .

ستجد المرأة الصعيدية لا تلفظ ألفاظ خارجة لانها تعتبر معارة لها ولأهلها .

لاتنصدم عندما تجد إمرأة صعيدية تخاف الدم و النزاعات وفي نفس الوقت تزرع روح الثأر في قلب رجالها .

رغم ضعفها وأنوثتيها لا يقدر عليها أشد الرجال ،وكلما كان الفوز بها صعباً كلما ذاد مهرها وحبها للرجل .

لا تسطيع وقوف فتاة صعيدية في الطريق ومغازلتها أو أعتراض طريقها لأنها سوف تعلمك أداب الطريق قبل تُكمل طريقها .

تتباهي المرأة الصعيدية بخدمة أهلها وزوجها وأطفالها وعلي  الرغم من ذلك تجاهد من أجل مستقبلها وتُحسين أسمها وأسم أبيها وأخيها وزوجها  ستجدها المعلمة والطبيبة والعسكرية وفنانة والصالحة .

تلك هي بكل متناقضاتها: قوتها وضعفها، هدوؤها وثورتها، أنوثتها وذكوريتها، ستظل هذه الجينات مستمرة ومتوارثة جيلاً بعد جيل وستعجز كل الدراسات والأبحاث الأكاديمية عن فهم واقع المرأة الصعيدية ،ومهما تحدث عنها الدراما لاتقدر علي وصفها وفهم هذا الواقع والتعبير عنه

قد يعجبك ايضا
تعليقات