القاهرية
العالم بين يديك

التردد منهج حياة

135

كَتَب د _ عِيدٌٌ عَلَى

مَقَالٌ قَد يُغَيِّر مَجْرَى حَيَاتِك كُلُّهَا ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ سَبَبًا فِي إسعادك مَدَى الْحَيَاةِ بَلْ إِسْعَاد مَنْ حَوْلِك جَمِيعًا .
مَقَالٌ يُوَضِّح لَك حَقَائِق النَّفْس الْمُتَرَدِّدَة وَحَقَائِق مِن تُصَاحِب وَمَن تَرَافَق
بَلْ قَدْ يمنحك فِرْصَة النَّجَاةِ مِنْ طَوْقِ الْفَشِل .
تَعَالَوْا بِنَا نغوص فِي أَعْمَاقِ الشَّخْص الْمُتَرَدِّد وَنَقِيس معايير التَّرَدُّد لِتَعْرِف ذَاتِك وَطُرُق تَعْدِيل مسارك إنْ كُنْت مُتَرَدِّدًا وَلِتَعَلُّم جَيِّدًا أَن :

الفُرَص قَدْ لَا تَتَكَرَّرُ كَثِيرًا فِي حَيَاةِ الْبَعْض مِنَّا فَكَم أضعنا مِنْ فُرَصِ ! وَكَم ندِمنا عَلَى عَدَمِ تَكْرَارِهَا ! وَكَم تَمَنَّيْنَا أَنْ يَعُودَ بِنَا الزَّمَن للوراء لاستغلالها .

وَالْحَقُّ أَقُولُ لَكُمْ التَّرَدُّدُ فِي حَدِّ ذَاتِهِ أَمْرٌ طَبِيعِيٌّ عِنْدَمَا تَكُونُ هُنَاكَ نَتَائِج غَيْرُ وَاضِحَةٍ الْمَعَالِم ، أَوْ هَنَّأَك مُغامَرَة غَيْرُ وَاضِحَةٍ النَّتَائِج وَهَذَا مَنْهَج حَيَاة الناجحون وَلَيْسَ هَذَا مَا نَتَحَدَّث عَنْهُ لَكِنْ الْمُشْكِلَة تَكْمُن فِي التَّرَدُّدِ فِي الْأَمْرِ الْوَاضِحِ الْجَلِيِّ ، أَوْ الْحِلُّ الصَّحِيحُ الظَّاهِرُ

فالشخصية النَّاجِحَة مَرِنَّة بطبيعتها لَا تَتَرَدَّد تُحِبّ الْمُغامَرَة ، مَعَ وَضْعِ خُطَط مستقبلية وبدائل لِأَيّ نَتِيجَة مُحْتَمِلَةٌ .
وَمَنْ مِنّا لَا يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ ناجِحا أَوْ صَاحِبُ قَرَار سُلَيْمٌ فِي التَّوْقِيتِ السَّلِيم إِذَنْ لَا بُدَّ مِنْ أَسْبَابِ لِلتَّرَدُّد نَذْكُرُ مِنْهَا عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ لَا الْحَصْرِ الْخَوْفِ مِنْ الْفَشِل ، وَعَدَمَ الْقُدْرَةِ عَلَى تحمّل نَتَائِج هَذَا الْفَشِل ، أَوْ خَوْفُهُ مِنْ الْوُقُوعِ فِي آيَةِ إِخْطَاءٌ ، كَذَلِك عَدَمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إيجَادِ بَدائِلِ مُنَاسَبَةٍ أَوْ مُسَايَرَة التغيرات فَهُو شَخْصٌ نَمَطِي يَدَّعِي الْقُدْرَةِ عَلَى اتِّخَاذِ القَرَارِ مَعَ خَوْفِ مُتَزَايِدٌ مِنْ الْمُحَاوَلَةِ كَثِير الْأَسْئِلَة وَاللَّوْمُ عَلَى الظُّرُوف وَالْآخِرِين .
وَعِنْدَمَا نقترب مِنْ هَذِهِ الشَّخْصِيَّة نَجِدْهَا تفضِّل الْإِبْقَاءِ عَلَى وَتِيرَةِ وَاحِدَةٍ خوفًا مِنْ دُخُولِ أَي تَجْرِبَة جَدِيدَةً فِي حَيَاتِهَا ، كَمَا أَنَّ صَاحِبَ تِلْكَ الشَّخْصِيَّة غَيْرَ وَاثِقٍ بِنَفْسِه ، شَكَاك خَجُولٌ ومتوتر وحساس بِشَكْل دَائِمٌ ، لَا يَسْتَطِيعُ اتِّخَاذِ قَرَارٍ تُجَاه الْمَوَاقِف الْجَادَّة الَّتِي تَعْتَرِضَه . و الشُّكُوك لَا تَبْرَحْ تَفْكِيرِه ، وَأَكْثَرُ مَا يَخْشَاه تَوْجِيه النَّقْد لَه ، وَالْعَجْز التَّامِّ فِي مُوَاجَهَةِ مَا يَطْرَأُ عَلَيْهِ فيهرول إلَى الْمَعْلُومِ لَهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ ضئيلا أَوْ لَا يَجِدُ فِيهِ ذَاتِه وَقَد يُقْبَل الدُّنْيَوِيَّةِ مِنْ الْأُمُورِ يَهْرُب هُرُوب الْخَائِف المفزوع يَحِنُّ إلَى الْمَاضِي الَّذِي يُعْرَفُ مَآرِبِه .
لَا يُقَدَّمُ عَلَى مَا يَنْفَعُهُ مِنْ مَجْهُولٍ حَتَّى يُسَاق إلَيْه سَوْقًا أَوْ يَدْفَعُ إلَيْهِ دَفْعًا .

هَذَا وَقَدْ أَثْبَتَت الدراسات العِلْمِيَّةِ الَّتِي اِهْتَمَّت بِهَذَا الشَّأْنِ وَاَلَّتِي قَامَت بها جَامِعَةٌ زيورخ السويسرية لِفَهْم حَقِيقَة التَّرَدُّد وَأَسْبَابِه حَيْث أَفَادَت الدِّرَاسَة أَن عَمَلِيَّة اتِّخَاذِ القَرَارِ تَمْر بمسارات مُخْتَلِفَةٌ بَيْنَ أَكْثَرَ مِنْ مِنْطَقَةٍ مِنْ الْمُخّ ، تَبْدَأُ مِنْ “قشرة الْفَصّ الجبهي” وَتَنْتَهِي عِنْد الْقِشْرَة الجدارية فَوْقَ الْأُذُنَيْنِ . كَمَا وَجَدُوا أَنَّ قُوَّةَ الْإِشَارَات الْمُتَبَادَلَة بَيْنَ هَذَيْنِ الطَّرَفَيْنِ يُمْكِنُ أَنْ تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ الشَّخْصِيَّة أَوْ ضَعْفِهَا ، وَإِنْ كَانَتْ الشَّخْصِيَّة مُتَرَدِّدَةٌ أَو قَوِيَّةٌ وحاسمة فِى اتِّخَاذِ القَرَارِ .
وَتُشِير الدِّرَاسَة أيضًا إلَى أَنْ التَّفْكِيرُ فِي الِاخْتِيَارِ لَا يَنْتَهِي بَعْد اتِّخَاذِ القَرَارِ ، بَلْ تَشْهَدُ مسارات الْمُخ حَرَكَة لِتُنْقَل الْمَعْلُومَات تُحَاوِل الْمُقَارَنَةِ بَيْنَ مَا تَمَّ اخْتِيارُهُ وَبَيْنَ خِيَارِ آخَر .

وَيَجِبُ عَلَيْنَا عِنْدَ التَّحَدُّثُ عَنْ التَّرَدُّد يَجِب تَحْدِيدٌ بَعْض النِّقَاط الْمُهِمَّة مِنْهَا :

“طبيعة الْأَمْرِ أَوْ الْمَوْضُوعِ ، وَخَبَرُه الشَّخْص فيه”

فَقَدْ يَكُونُ الْأَمْرُ جديدًا عَلَى الشَّخْصِ ، وَلَا يَمْلِكُ خَبَرُه فِيه ، أَوْ يَكُونُ الْقَرَار مصيريًّا ، أَوْ هَنَّأَك سلبيات وإيجابيات فِي الْقَرَارِ وبدائله تَنتج عَنْهَا حَيَّرَه وَتَرَدَّد وَخَوْف مِن تَنْفِيذِه .

” مُدَّة التردد”

هُنَاك بَعْضِ الْأَشْخَاصِ يَتَرَدَّدُون فِي بِدَايَةِ الأمْرِ ، أَوْ عِنْدَ التفاجئ بِأَمْر يَتَطَلَّب اتِّخَاذِ قَرَارٍ بِشَكْل فَوَرَّى ، أَو عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُون لضغط نَفْسِي مُؤَقَّتٌ ، وَعِنْد اسْتِيعَابِهِم لِلْأَمْر وَجَوَانِبِه بِشَكْل مُنَاسِبٌ فِي وَقْتِ زَمَنِي مُنَاسِبٌ يَكُون التَّرَدُّد أمرًا عارضًا وطبيعيًّا .

كَيْفِيَّة التَّعَامُلَ مَعَ الشَّخْصِيَّة الْمُتَرَدِّدَة
يَنْصَح الدكتور مُصْطَفَى رِضْوَان لِلتَّعامُلِ مَعَ نَمَط الشَّخْصِيَّة الْمُتَرَدِّدَة بِتَقْدِيم الدَّعْم النَّفْسِيّ
لِأَنَّ صَاحِبَ هَذِهِ الشَّخْصِيَّة يَتَّصِف بِضَعْف ثِقَتِه بِنَفْسِه ، وَبِأَنَّه دَائِمٌ القَلَق والخَجَل ؛ وَلِهَذَا فَإِن أَنْسَب الطُّرُقِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا لِلتَّفَاهُم مَعَه تَكْمُن فِي الثَّنَاءِ عَلَى آرائِهِ وَدَعْمِها ، وَتَقْدِيم اقتراحات وخيارات للمواقف المعقدة الَّتِي تُوَاجِهُه قَد تسهّل عَلَيْهِ كَيْفَ يُتَّخَذ قَرَارِه ، كَي تُصْبِح شَخْصِيَّتُه أَكْثَر ثِقَةٌ وثباتًا واستقلالية .
كَذَلِك التَّدْرِيب عَلَى التَّخْطِيط الاستراتيجي فَذَلِك يُسَاعِد الشَّخْصِيَّة الْمُتَرَدِّدَة فِي وَضْعِ هَدَف مُحَدَّد ، لِكَوْنِهَا لَا تُمْلَكُ الْمُقَدَّرَة الْحَقِيقِيَّة لِلْوُصُول لأهدافها ، وتوفير نِظَام مَعْلُومَاتٌ جَيِّدَة وتأكيدات تُسَاعِدْه عَلَى اخْتِيَارَاتِه ، ثُمّ الْبَحْثِ عَنْ الْأَلْيَة الصَّحِيحَة لِتَنْفِيذ ذَلِك الهَدَف ضَمِن إلَيْه وَاقِعِيَّةٌ ومتاحة أمَام صَاحِبُ هَذِهِ الشَّخْصِيَّة .
التَّدْرِيب عَلَى مهارات اتِّخَاذِ القَرَارِ وَأَسَالِيب حَلّ الْمُشْكِلَات :
بدءًا مِنْ الصَّغِيرَةِ والبسيطة وصولاً لِلْكَبِيرَة مِنْهَا ، وَلَهُ أَنْ يَطْلُبَ مُسَاعَدَة الْآخَرِين لَهُ مِنْ ذَوِى الْخِبْرَة ، حَتَّى يُحَقِّق النَّجَاح ، وَبِذَلِكَ يَكُونُ قَدْ رَسْم خَطَوَاتِه نَحْو الثِّقَة وَعَدَم التَّرَدُّد .

وَالْآن عَزِيزِي الْمُتَرَدِّد خُذ قرارك بِدُون تَرَدَّد وَتَصَرَّف مِثْلُنَا يَتَصَرَّف الناجحون وَتَوَكّلْ عَلَى اللَّهِ وَلَا تَدَعُ لِلْخَوْف سَبِيلًا فِي الْوُصُولِ إلَى قَلْبِك
هَلْ أَنْتَ مُسْتَعْد الْآن لاستغلال مَا يَأْتِيك مِنْ فُرَصِ ؟
هَلْ أَنْتَ مُسْتَعْد لِقَهْر خَوْفِك ؟
هَلْ أَنْتَ رَاغِبٌ فِي النَّجَاحِ وَرَاحَة الْبَال ؟
السَّعَادَة تُفْتَح لَك ذِرَاعَيْهَا لتنتشلك مِن حيرتك فَهَلْ أَنْتَ مُقَدِّمٌ عَلَيْهَا .
وَالْآن فِي نِهَايَةِ مَقَالِي غَيْر عُنْوَان الْمَقَال وَاجْعَلْه الْعَزْم مَنْهَج حَيَاة

قد يعجبك ايضا
تعليقات