القاهرية
العالم بين يديك

صباحك تكنولوجيا

171

بقلم د/ حنان عبد القادر محمد
قائد التحول ودورة فى نجاح او فشل التحول الرقمى
عزيزي القارئ في البداية يجب أن نتفق أولا أن العالم كله أصبح في أشد الحاجة إلى التحول الرقمي في المؤسسات لمواكبة عصر التقدم، فهو مطلب مهم على المستويات كافة بدءاً من الفرد ثم المؤسسات والدول، ووصولاً إلى العالم بأسره، حيث إن التحول الرقمي يساعد على توحيد الجهود في كافة مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار للوصول إلى التحول الرقمي أملاً في توفير الوقت والجهد والموارد مما ينعكس على مستقبل جودة الحياة، وانتقال القطاعات الحكومية أو المؤسسات إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرقمية في ابتكار المنتجات والخدمات، وذلك بالاعتماد على المتطلبات التقنية والتنظيمية والإدارية والبشرية.
ولا يخفى عليك عزيزي القارئ أن العمل الجماعي والتعاون والمواءمة يمكن أن يؤدي إلى نجاح جهود ممارسات التحول الرقمي، وأن المهارات القيادية الصحيحة تُمَكِّن من نجاح تلك الممارسات، فمن نواحي عديدة تختلف سمات قائد التحول الرقمي الناجح عن قدرات القيادة التقليدية، ونتيجة لذلك يمكن للقادة الرقميين الوصول للممارسات الناجحة بتجنب ارتكاب أخطاء تؤثر على هذا النجاح، منها تقدير الدعم المالي لمبادرات التحول الرقمي ومناسبتها للعائد المرجو منه وألا يكون ذلك بالضغط المستمر على ميزانية المؤسسة وأن يكون وفق استراتيجية تحول تدريجية تتناسب والدعم المالي والعائد على المؤسسة، وعلي ذلك يجب أولاً تحديد التوقعات الناتجة عن هذا التحول، وعندما يتعلق الأمر بالتحول الرقمي فيجب التركيز على الناتج، فالقادة الرقميون الناجحون يقلبون الهرم بالنظر دائما لنتائج ما يفعلون ويسعون إلى الاستماع إلى الخط الأمامي والمستخدمين للخدمة المقدمة أو المنتج المقدم لفهم ما هو مطلوب فعلياً وليس ما يتعين عليهم تقديمه، حيث يجب ألا تكون القيادة من أعلى إلى أسفل، وألا يكون القائد وحيد في القمة لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتحول الرقمي حيث يتسبب ذلك غالباً في إعادة العمل والإرهاق، وعلي ذلك فالقيادة من الأسفل هنا هي الحل فالقادة يقودون ولكن ليس بالضرورة من أعلى، ويقودون بالقدوة حتى يفوز الفريق بأكمله ليتم العمل بروح الفريق، وقائد الفريق وهو الملمّ الأول بتطوير فريقه يتولى تحديد الأدوار للفريق كلّ حسب المهارات التي يتقنها ممّا يساهم في تغطية ضعف شخص ما بقوة الشخص السابق، وبالتالي بناء فريق مؤهل ومتناسق، مع بث روح الاهتمام بالغير داخل الفريق.
وتميل المؤسسات إلى تقليل الجهد المطلوب لتخطيط وتنفيذ تحول رقمي ناجح والبعض منها يظن أنها تستطيع أن تضيف التحول إلى أنشطتها العادية دون موارد واستراتيجية مخصصة، كل هذه الأشياء جيدة ولكنها لن تؤدي إلى تحول رقمي، فيجب أن يكون التحول الرقمي أولوية بالنسبة للمؤسسة وأن يكون طبقاً لاستراتيجية جيدة تتناول جميع جوانب الأشخاص والعمليات والتكنولوجيا وتتأكد من توصيلها وتعزيزها عبر جميع المستويات داخل المؤسسة، إن هذا يساعد الجميع على فهم سبب ضرورة التحول، وكيف يؤثر على وظيفتهم، وما هو دورهم في إنجاحه.
ويجب عدم التعامل مع التحول الرقمي كمشروع لتكنولوجيا المعلومات يجب أن تقوده أهداف العمل، فتكنولوجيا المعلومات تساعد على تحسين الوضع الراهن ولكن التحول الرقمي يجب أن يشمل كل جوانب المؤسسة بالإضافة لتكنولوجيا المعلومات وعلى ذلك يجب أن يتمتع برنامج التحول الرقمي بمعرفة شاملة باستراتيجية العمل للتأكد من أن قادة المؤسسة يستثمرون في التقنيات التمكينية التي ستحقق النتائج المرجوة.
وهناك خطأ من بعض القيادات عند الإعلان عن إستراتيجية أو هدف للتحول الرقمي حيث يتم التفويض إلى المرؤوسين ويتركون لهم تفسير الاستراتيجية بشكل مستقل وتبدأ المشاريع المنعزلة، وتكون النتيجة النهائية هي إضاعة الوقت والمال، والأسوأ من ذلك أنه يؤدي إلى الإحباط واللامبالاة، فالتواصل الجيد بأعضاء الفريق من أهم عوامل النجاح، فعلي قائد الفريق توضيح الرؤية للأعضاء من خلال وضع الخطط وشرحها، حيث إن تطوير مهارات تواصل جيّدة ضروري جداً لقيادة فعّالة، ويتطلب الأمر أيضا من كامل الفريق أن يتبادلوا الخبرات والمعلومات فيما بينهم لتجنب تكرر الأخطاء السابقة، مما يسهّل في مساعدة بعضهم البعض.
وكذلك عدم وجود حلقات تغذية مرتدة مدمجة في الهياكل الإدارية يخلق صورة خاطئة، ودون اجتماعات دورية من المستحيل معرفة ما يحدث فيجب إنشاء اتصال ثنائي الاتجاه مفتوح وفعال، وهذا لا يشمل فقط بناء حلقات التغذية الراجعة والتحديثات المنتظمة لتوصيل الرؤية والتقدم، ولكن أيضًا خلق بيئة يتم فيها تشجيع القائمين على التحول الرقمي وهذا دور القيادة الناجحة، وأخيراً يجب أن توجد ثقافة عدم إلقاء اللوم من أجل التسليم الناجح لناتج العمل.
وكلمة لكل قائد تحول رقمي استمع إلى التحديثات والاقتراحات التي تخلق الابتكار، قم بتمكين الفريق من المحاولة والفشل، جرب وادعم الإبداع. وللحديث بقية، ،

قد يعجبك ايضا
تعليقات