القاهرية
العالم بين يديك

مؤامرة الحريم قديما وحديثا

172

نعرف قصة هذه المؤامرة على الملك رمسيس الثالث من خلال بردية تورين القضائية وتكملها بردية رولان وبردية لى

وبدأت المؤامرة عندما أرادت زوجته (تيى) الزوجة الثانوية أن تجعل من ابنها الامير (بنتاؤر) ولى العهد بدلاً من الأمير رمسيس الرابع ابنه من زوجته الرئيسية

وكانت الخطة كالآتي :
ضمت (تيى) معها فى المؤامرة عددا من موظفى القصر الملكى وأعوانهم بالإضافة لعدد من نساء ⁦⁦ضباط القصر كانت تنقل من خلالهن الرسائل وأيضاً استعانوا بأحد السحرة كتعويذة للمتآمرين للنجاح في تنفيذ المؤامرة وبلغ عدد المتآمرين ٤٠ شخصا

وكانت الخطة هى اختيار أحد أيام الأعياد⁦ لكثرة الازدحام لجعل حراس القصر أقل قدرة على مواجهة أى اضطراب وفى نفس الوقت قاموا بتوزيع ⁦ منشورات ضد الملك حتى يقوم الشعب بثوره ضده

وبالرغم من كل هذه التجهيزات والاحتياطات والتدابير فإن المؤامرة فشلت وكشف أمرها وصدرت الأوامر بتكوين محاكمة للخونة من موظفين مختلفين فى القصر محل ثقة

وصدرت الأحكام عليهم منها الإعدام والانتحار والجلد والسجن وكان مصير الأمير (بنتاؤر) السماح له بالانتحار أما أمه الملكة (تيى) لم تذكر البردية عقابها

أما رمسيس الثالث فيذكر أنه توفى قبل انتهاء هذه المحاكمة على أثر إصابته أثناء تنفيذ المؤامرة وأنها تمت فى عهد خليفته رمسيس الرابع والبعض يذكر أنه عاش بعد انتهاء المحاكمة

توفى ⁦رمسيس الثالث بعد

حكم دام حوالي ٣٢ عاما ودفن فى مقبرته فى وادى الملوك بالأقصر تلك المقبرة التى بدأ والده (ست نخت) إنشائها لنفسه لكن أثناء الحفر تداخلت مع مقبرة اخرى سابقة لها فتركها ودفن فى مقبرة غيرها ولكن استكملها رمسيس الثالث وعدل تصميمها ليدفن بها

فى عام ٢٠١٢ تم فحص مومياء رمسيس الثالث بالأشعة المقطعية وكانت المفاجأة وجود ذبح بالرقبة أى تم قتله بسكين حاد النصل وهذا يؤكد الآراء انه توفى قبل انتهاء المحاكمة

وتؤكد هذه الأحداث صدق الأساليب البلاغية التى تم استخدامها فى نص المؤامرة الأدبى حين أشار إلى أن القارب الملكى قد انقلب، مما يرمز إلى وفاة رمسيس الثالث وصعود روحه إلى السماء، غير أن المؤكد أن المؤامرة قد فشلت بدليل تولى خليفته الطبيعى وولى العهد رمسيس، الملك رمسيس الرابع لاحقًا، عرش البلاد بدلاً من أخيه بنتاورت المتآمر، ويجيء هذا النص الفريد الذى يذكر تلك الواقعة ضمن النصوص الرسمية، وهذا يشير إلى تغير كبير حدث فى مفهوم الملكية التى أصبحت هنا تميل إلى تصوير الفرعون فى صورة بشرية إنسانية به ضعف مثله فى ذلك مثل باقى البشر، ولم يعد ينظر إلى الفرعون على أنه إله يحكم على الأرض، ولا نعرف شيئاً عن مصير الخائنة الملكة تى، وإن كان ذكر التاريخ لقصة هذه الملكة الخائنة ومؤامرتها لقتل زوجها فاضحًا للغاية وكاشفاً لسيرتها غير المشرفة، ولقد ساهمت الغيرة بين نساء القصر الملكى والصراع على العرش فى ذلك، غير أن هذه كانت حالات قليلة فى مصر القديمة التى كانت مثل أى مجتمع قديم له ما له من الصفات الحميدة وغير الحميدة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات