القاهرية
العالم بين يديك

…كورونا ..كورونا…

153


ريفيو بقلم/ أميرة محمد

قرأت المجموعة القصصية كورونا ..كورونا للأديب المبدع محمد فؤاد منصور ووجدت أنها ليست مجموعة قصصية تربطها تيمة واحدة ولكنها مجموعة من القصص وضعها الكاتب معا تحت عنوان …كورونا …كورونا…ولكن الغريب بالأمر أنه على الرغم من ذلك فإن القصص يربط بينهم خيط رفيع يدركه القارىء مع قراءة كل قصة وما تليها ، فنشعر أنها تتدرج بنا في مراحل حياتية واقعية ترصد الواقع بكل شفافية .
المجموعة تقع في إحدى و عشرين قصة جميعها يرصد الواقع :-
1-المقابلة 2-حوار حول الرافعة
3-السيارة 4-أحلام الفتى النائم
5-القافلة 6-سعد
7-عزيزة 8-جامعة بير السلم
9-خطأ حمار 10-المهاجر
11-حرب المياه 12-كورونا ..كورونا
13-عروسة قطنية 14-معلهش
15-الفقية علي 16-جدي
17-سفر 18-صديقي
19-الآخر 20-العطسة
21-عائشة
وقد تميز الكاتب باستخدام أنساق لغوية تخدم الأحداث و تظهرها بوضوح وواقعية من خلال الإتفاق على فكرة الذات المغتربة داخل المجتمع والحياة الهاوية في بئر المشكلات و التناقضات والأفكار و الشخصيات السامة التي تحيط بنا من كل جانب.
استخدم الكاتب لغة قوية جميلة منحت للحكايا بناء سردي محكم كعادته في كل كتاباته فهو يجيد السرد الجاذب الماتع .
فنجد الكاتب يحدث نوعا من الترابط بين القارئ و الأحداث من خلال عرض خبرة المروي عنهم لنجدها في مخزون خبرة المتلقي.
ومن هنا نجد أن الكاتب منح للنصوص سمة هامة جدا وهي البناء النفسي للمتلقي داخل النص من خلال اللغة والحبكة و السرد و بذلك نجد استلاب فكر و مشاعر القارىء من خلال الولوج في الشخصيات فيمكنه أن يرى نفسه أو شخصيات تحيط بواقعه داخل النصوص على سبيل المثال قصص (عائشة _أحلام الفتى النائم _صديقي _الفقيه علي ..وغيرهم).
إذن الكاتب اعتمد على العلاقة الجدلية بين الكيان الابداعي للنص والعالم الخارجي من خلال الرصد الواقعي والتلامس الوطيد بين شخصيات الحكايا والواقع.
استخدم الكاتب بعض التقنيات الفنية منها المونولوج الداخلي في بعض القصص والتي يعطي للنص جمالا حيث يبرز الجانب النفسي للشخصية استخدم أيضا تقنية الحوار في بعض القصص مثل _حوار حول الرافعة _وإن كنت أراه حوار طويل لتعدد محاوره قد يناسب الحكي الروائي إلا أنه من أكثر ما جذبني لأنه عرض بشكل فلسفي وأكد على تنوع الرؤى واختلاف وجهات النظر وربطه بحال المجتمع المتعدد الأيديولوجيات.
استخدام الكاتب لعنوان كورونا ..كورونا بنظري هو اسقاطة على حال المجتمع بكل جوانبه وليس فقط ألكورونا كمرض موسمي بل استخدم هذا العنوان لندرك واقعنا وما وصلنا له من كل الجوانب فالأمور متداخلة مرتبطة ببعضها البعض.
ولكي لا أطيل أكثر من ذلك أدعوكم لقراءة المجموعة لتلمسوا وتدركوا ما قد وصلنا له وذلك من خلال سرد قوي جاذب لأديب لطالما متعنا بكتاباته ورؤيته النقدية و قراءاته …الأديب د/ محمد فؤاد منصور …ابن محافظة الإسكندرية صاحب العديد من المجموعات القصصية وروايتين منهم رواية أيام جزائرية والتي قام بنشر الجزء الأول منها للجمهور .

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات