القاهرية
العالم بين يديك

صباحك تكنولوجيا

241

 

بقلم د/ حنان عبد القادر محمد

التكنولوجيا الرقمية والتحول الرقمى بين الرؤية والتنفيذ

يَبقى تحدى توافر البنية التحتية هو الفارق الأول والأساسي بين ما يُعرف بالتكنولوجيا الرقمية وما يُعرف بالتحول الرقمى وهنا من الضروري عزيزى القارىء أن نفرق بينهما، فالتكنولوجيا الرقمية تَستخدم وظيفة أو مشروع أو تطبيق مثل إدخال نظام ميكنة بالتكنولوجيا شئون العاملين أو الإدارة المالية أو ما شابه ذلك، وقد يتم شراء الأنظمة أو بناءها داخلياً، ويرجع القرار فى تلك الحالة للإدارة المسئولة

، أما التحول الرقمى فهو يستهدف أنشطة المؤسسـة ككل فهو نموذج لإعادة هندسة الخدمات ويمكن أن يشمـل تقديـم الخدمة بالإعتماد على التكنولوجيا الحديثة، ويكون التحول الرقمى عميق يشمل كل نواحى المؤسسة وهذا القرار يحتاج دعم قيادى عالى المستوى فى المؤسسة.

وعلى الرغم من أن التحول الرقمي يوفر عدداً من الفرص للمنظمات الحالية، إلا أن علماء نظم المعلومات والممارسين يكافحون من أجل فهم ماهية التحول الرقمي حقًا، لا سيما من حيث اختلافه عن المفهوم الراسخ للتكنولوجيا الرقمية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات

والدافع الأهم لمعرفة ماهية التحول الرقمى هو التكنولوجيا التى ظهرت بكل أشكالها ومن أمثلتها تكنولوجيا الذكاء الأصطناعى- التعلم الآلى – الواقع الإفتراضى– تكنولوجيا انترنت الأشياء – مكننة الإجراءات الداخلية – التكامل ما بين المؤسسة وقطاع الأعمال والبنوك الكترونيا– وكيفية استخراج البيانات واستخراج الرؤى من هذه البيانات وغيرها، والتى تؤدى الى تخفيض تكلفة الأعمال للمؤسسة .

فلو أردنا تقسيم كلمة التحول الرقمي لشقين سنجد أن الشق الأول (( التحول)) وهو عملية تعنى إنتقال من نموذج معين فى العمل لنموذج آخر قد يستفيد من النموذج الأول ولكنه يختلف عنه جذرياً وهنا يمكن تغيير الخدمة المقدمة أو المنتج أو طريقة تقديمة كلياً، وأيضاً يعنى إجراء تغييرات جذرية فى نموذج العمل والإجراءات والعمليات، وقد يكون التحول إستراتيجياً يدخل فى وظائف المؤسسة كلياً من جميع النواحى

أما الشق الثانى (( الرقمى)) فيعنى أن الذى يدفع عملية التحول هى التكنولوجيا الرقمية وأدواتها وكيفية استخدامها، ومع التطور السريع والمتلاحق اصبح هناك ضرورة للتحول الرقمى الذى يعتبر الإستثمار في الفكر وتغيير السلوك لإحداث تحول جذري في طريقة العمل، عن طريق الإستفادة من التطور التقني لخدمة المستفيدين بشكل أسرع وأفضل، وبناء مركز داتا سنتر عملاق لخدمة هذا التحول للمحافظة على سرية تداول البيانات

ويتطلب التحول الرقمي أيضاً تمكين ثقافة الإبداع في بيئة العمل، ويشمل تغيير المكونات الأساسية للعمل، ابتداء من البنية التحتية، ونماذج التشغيل، وانتهاءً بتسويق الخدمات والمنتجات، فالتحول الرقمى يوفر إمكانات ضخمة لبناء مجتمعات فعالة، وأصبح ضرورى فى وجود المنافسة داخليا وخارجيا وضرورى لمواكبة التطور وعدم الخروج من دائرة التقدم، واختيار الفريق الجيد الذى يقوم بالتغيير هو أول أسباب النجاح للتحول الرقمى، حيث أن استراتيجيات قيادة التحول الرقمي لا تتوافق مع مبادئ قيادة تقنية المعلومات التقليدية وعلى ذلك يجب التأكد من الأساليب التي تؤهل الفرق للنجاح.

وللحديث بقية،،،

قد يعجبك ايضا
تعليقات