القاهرية
العالم بين يديك

هل تحول مجتمعنا من القيم والأخلاق إلى النصب والاحتيال؟؟؟؟؟

145

بقلم: نادرة سمير قرنى.
إن ما يشهده ومازال يشهده مجتمعنا المصرى من انتشار قضاي النصب والاحتيال إنما يثير فى ذهنى الكثير من التساؤلات, ولكن أول سؤال يتبادر إلى ذهنى من هو الجانى ومن هو المجنى عليه؟, ربما يكون سؤالى هذا موضع سخرية من البعض, ولكن المدقق فى الأمر يدرك لماذا تبادر إلى ذهنى هذا السؤال, ذلك لأن من نرى أنهم المجنى عليهم هم شركاء فى القضية, نعم شركاء, إن طمع هؤلاء ورغبتهم فى الكسب السريع والمغرى إنما هو ما دفعهم للتعامل مع مثل هؤلاء المحتالين.
هؤلاء الذين نرى أنهم المجنى عليهم هم من أعطى الفرصة للمحتالين لممارسة أعمال النصب والاحتيال, الكثير من هؤلاء ممن نراهم مجنى عليهم سحب أمواله من موضع الأمان من البنوك وقام بتسليمها بيده إلى هؤلاء النصابين المحتالين, والبعض من السيدات لجأن إلى بيع مجوهراتهم وتسليم ثمن بيعها إلى هؤلاء المحتالين, لماذا؟؟ لأنهم يرون أنهم سيحصلون على أضعاف أضعاف أضعاف أرباح البنوك, ولكن المفاجأة الكبرى لهؤلاء المجنى عليهم كانت عبر كل قضايا النصب السابقة أن الجانى المحتال يدفع هذه الأرباح لعدة أشهر, ثم ما يمكث أن يهرع بالبقية إلى خارج البلاد أو داخلها إلى حيث لا يعرفه أحد وبما لايمكن الشرطة من العثور عليه.
إن حديثى هذا ليس معناه تماماً أننى أسلب الجناه المحتالين مسئولية ما ارتكبوه من جرائم نصب, ولكنى أرى أن الجانى والمجنى شركاء فى الجريمة, نعم شركاء, فلولا الطمع ما وجد هؤلاء المحتالين وسيلة للنصب, ولولا طمع الجانى وعدم رغبته فى العمل وقدرته على خداع البشر, وتمكنه من ذلك ومساعدة الجناه له ما وجد سبيل للنصب فنحن من أعطاه الفرصة, إن الجانى والمجنى كلاهما مرضى نفسيين مرضى بعدم القناعة وإشباع رغباتهم.
لقد صرنا نعيش فى المجتمع كالمغمى على أعينهم فوسائل الإعلام قامت بدورها ونبهت إلى مثل هذه القضايا كثيراً, وأشهرها قضية الريان التى نعرفها كلنا, كما واصلت وسائل التواصل الاجتماعى فى الأونة الأخيرة نشر الكثير من قضايا النصب, ولكن نحن نعيش فى المجتمع كالمغيبون لا نريد أن نرى الحقيقة, أو أننا لا نريد أن نصدق طمعاً فى كسب المال السريع, وقد يكون الاحتمال الأضعف أن عدم متابعة هؤلاء المجنى عليهم لوسائل الإعلام هو ما تسبب فى وقوعهم فريسة فى يد هؤلاء المحتالين, وإن كان هذا السبب لا يعطيهم المبرر للثقة بأشخاص لا يعلمون عنهم أى معلومة, ولا يمثلون أى صفة حكومية موثوق بها.
والسؤال الذى أسأله الآن كيف ومتى تنتهى أعمال النصب والاحتيال من مجتمعنا المصرى؟ متى نرضى بالقليل؟ متى نقتنع بما أعطاه الله لنا؟ متى تفيق عقولنا المغيبة من غفوتها؟ متى نرى حقيقة العالم والمجتمع الآن؟ إن مجتمع اليوم ليس هم بمجتمع الأمس, لقد غابت القيم والأخلاقيات, فقدنا العودة لديننا الحنيف, فقدنا الالتزام بكتاب الله, متى نعود مجتمع القيم والأخلاق؟؟؟؟؟؟؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات