القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

طعنات القريب

151

كتبت/ شرين سبيع
عندما تكون الطعنة من أقرب الناس الي قلبك فتكون أشد إيلاماً، فعندما تداعب الذكريات عقولنا، و خاصة المؤلم منها تحرم علينا النوم، تجعل الراحة عزيزة علينا، و القلب يعتصر و يقطر دماً .
فهناك طعنة الأقرباء، وطعنة الصديق المقرب تجعلك تشعر كأنه خنجر مغروز في قلبك يظل ينزف طوال العمر ، و كلما تتذكره تتألم بشدة.
هناك سؤال يحيرني و هو لماذا عندما يكون هناك إنسان يبحث عن الصدق و الوفاء يجد المقابل لهما الغدر و الخيانة؟!.
دائما البدايات جميلة، الحياة تتلون باللون الوردي، السعادة تملأ المكان ،الحياة تتشكل بكل اللوان الطيف، القلب ينبض حياة ، الابتسامة لا تفارق شفتينا، و فجأة و بعد طول انتظار تجد ما كنت تبحث عنه طوال عمرك، و هو الصديق الذى افتقدته فى حياتك السابقة.
و لا تفارقا بعضكما أبداً،معاً إما على الهاتف او معاً فى كل مكان و تتحولا كالتوأم الملتصق ،تجد إحساسك بالحياة اختلف،تشعر أن أصبح لك سند بالحياة، إنسان تفصح له بمكنونات نفسك، بكل أسرارك التى لا يعرفها غيرك.
لكن كعادة الحياة بنا لا تحب أن ترى السعادة ترقص حولنا ، تبدل الحال و دوام الحال من المحال.
الهاتف الذى لم يكن يتوقف عن الرنين لم يعد هناك صمت مميت ، حتى الرسائل الصباحية توقفت،لم يعدهناك : (صباح الخير..أخبارك إيه؟.. وحشتيني..تعالي نتقابل).
لم يتبقى بينهم غير الصمت ،طبعا الطرف الذى لم يتغير هو الذى لاحظ التغيير،لكن الطرف الذى تغير هو الطرف الذى توقف عن التمثيل و بدأ يظهر على طبيعته.
لكن الطرف الذى لم يتغير هو الطرف الذى لم يكن يمثل لأنه لا يعرف، لا يعرف الكذب و لا الأنانية و لا الصداقة الوقتية التى تقوم على المصالح الشخصية فقط.
و بدأ الخلاف يدب بين الطرفين ، و لن أقول الصديقين لأنها لم تكن صداقة حقيقية فالصداقة الحقيقية تقوم على الصدق و الأخلاص و الوفاء ،فكلمة صداقة من الصدق و لكن هناك صداقات كانت مبنية على الكذب و الخداع فتهاوت بسرعة فائقة.
نصيحة للجميع:
(عندما تصادق لا تعطي الأمان الكامل لأي إنسان تقابله، أجعل ذرة شك فى قلبك إلى أن تعطي الثقة بناءاً عن المواقف الحقيقية التى تكشف الأشخاص على حقيقتهم، اعمل بالمثل الذى يقول (حرص و لا تخونش)).

قد يعجبك ايضا
تعليقات