القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

المعلم المصري

132

كتب د . محمد صلاح
آلمني كثيرا ما يكتبه زميل لي عمل معلما وموجها للغة العربية طوال سنوات طويلة بها ما بها من كفاح ونضال بناء أجيال وعمل مستمر ساهم فيه لرفعة هذا الوطن وهو الآن وصل إلى المحطة رقم ٦٠ وأصبح على مشارف المرحلة الجميلة أو التي نتمناها أن تكون كذلك .
ولكن كل كتاباته الآن تتجه نحو الندم لأنه قضى حياته في مهنة التعليم والحقيقة أن المعلم المصري مناضل يسبح ضد التيار ويحتاج أن يشعر بالسعادة والارتياح أثناء أدائه لعمله ويتحقق ذلك بالتوافق بين ما يتوقعه من عمله ومقدار ما يحصل عليه فعلا في هذا العمل وأن ذلك ينتج عن أدراكه لما تقدمه الوظيفة له ولما ينبغي أن يحصل عليه ويتكون الشعور الإيجابي كمحصلة للاتجاهات الخاصة نحو مختلف العناصر المتعلقة بالعمل والمتمثلة بسياسة الإدارة في تنظيم العمل ومزايا العمل في التدريس .
وعلى حين قسم ماسلو الحاجات الإنسانية إلى خمس مجموعات وهي الحاجات الفسيولوجيه كالحاجة للغذاء والماء والنوم ، وحاجات الأمان مثل الشعور بالأمان النفسي والمعنوي ، وكذلك المادي فالمعلم يحتاج إلى الشعور بالاستقرار في عمله وانتظام دخله وتأمين مستقبله ، بالإضافة إلى الحاجات الاجتماعية فالمعلم في حاجة إلى جماعة وأصدقاء يجمعه بهم الود والحب ، وحاجات التقدير مثل شعور المعلم بالتقدير والاحترام من قبل الآخرين وحاجات تحقيق الذات التي تتيح انطلاق المعلم بقدراته ومواهبه ورغباته إلى آفاق تتيح للمجتمع أن يستفيد بأقصى إمكانياته .
كل ما سبق من حاجات فيما يتعلق بالحاجات الفسيولوجية والاجتماعية و المادية يمكن السيطرة عليها وتبقى الحاجة إلى التقدير من المجتمع وهنا يجب أن تتغير الثقافة العامة للمجتمع فالثقافة العامة تحدد فشل العمل أو نجاحه وعلى سبيل المثال شركة متسوبيشي اليابانية كانت الثقافة السائدة لديها هو الاعتماد على الرجال في الوظائف القيادية أكثر من النساء وعندما فتحت فرع جديد لها في الولايات المتحدة عانت هذه الشركة كثيرا من جمعيات المجتمع الأمريكي فالثقافة السائدة في المجتمع قادرة على إفشال أكبر الشركات فهنا ينبغي لفت الأنظار إلى وسائل الإعلام لإظهار الجوانب الإيجابية والنماذج المضيئة من المعلمين وكل معلم قضى فترة خدمته في العمل كمعلم يستحق أن يشار إليه كنجم ساهم في رقي المجتمع وقدم له أجيالا من المتعلمين سيحملون الراية ويحققون التقدم .
كل الشكر والتقدير لرجال لم يبخلوا بعلمهم وصحتهم أفنوا حياتهم من أجل وطنهم بارك الله فيكم وأعانكم .

قد يعجبك ايضا
تعليقات