القاهرية
العالم بين يديك

عن العلاقات

287

كتبت/ سهام سمير

سُئل معاوية بن أبي سفيان كيف حكمت الشام 40 سنة رُغم القلاقل والأحداث السياسية المضطربة، قال:
لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل: وكيف؟ قال: لأنهم إن مدوها خلّيتها وإن خلوا مددتها.
فيما بعد تحولت مقولة معاوية من منهج سياسي لأسلوب حياة وردده معظمنا عن علاقات لا هى منتهية ولا هى مستمرة.
كنا نتحدث عن نوع من العلاقات شبهَّها صديقى بالمسمار ، فى هذه العلاقة المسمار وقف فى المنتصف لا هو تم اقتلاعه فتفادى الناس أذاه أو حتى دُق رأسه فثبت فى الحائط.
يشكو لى صديقى من المسمار العالق فى الحائط، كلما مر به أفسد ملابسه، أو اصطدم به فأصابه جرح يتجدد كلما مر به.
أخبره أنه محق، وأن ما فعله معاوية ليس فى مقدور الجميع.معاوية كان حاكما تضطره أمور الحكم الى إتيان أشياء ومقابلة وجوه قد لا يطيقها، لكنه يبغى المُلك، فماذا نبغى نحن من علاقاتنا ؟
يشدو عبدالحليم
على طول الحياة نقابل ناس ونعرف ناس ونرتاح مع ناس عن ناس ولا ننسي أعز الناس حبايبنا.
سابقا كنت أعتقد فى ثبوتية العلاقات دوامها واستمرارها، لم أفطن لتعاقب الليل والنهار، الفصول الأربعة بتقلباتها حتى الفصل الواحد فيها نعيش أحيانا تقلباته المميزة له.
كيف تخيلنا ان علاقاتنا بالاصدقاء ثابتة؟
لم نحسب حساب الأيام والجغرافيا التى تعيد توزيع أماكننا فى القلوب كل مرة.
عودة لحديث صديقي ولحل المعضلة التى تواجه معظمنا.
حين نصل لمفترق طرق فلا نعلم أنُكمل أم نُنهي هذه العلاقات؟
ينصحنا خبراء التنمية البشرية ومختصي علم النفس بالبعد عما وعمن يؤذينا.
تواجهنى علامة استفهام كبري؟ من سيبقى في دائرة معارفنا إن نحن اعتزلنا الأغلب الأعم؟
أعتقد يا صديقي أنها فروق فردية، منا من يستطيع الاعتزال والبعد ومنا من لا يتخيل حياته بدون أصدقاء أو صديق بالذات.
لو أن هذا المسمار على حائطي يا صديقي، كنت سأعلق عليه لوحة أو صورة تعبر عن ذكرى جميلة، لن أقتلعه فأُحدث خدوشا في الحائط ولن أتركه يوذيني كل مرة أعبر بجواره.

قد يعجبك ايضا
تعليقات