القاهرية
العالم بين يديك

الأدب أرض الأحلام

281

بقلم_هبة حسان
نقرأ قصص وروايات وتأملات وخواطر وأشعار الكثير ونسأل أنفسنا لما هذا الشغف الذي يملكنا حين نقرأ في الأدب
والواقع أننا نجد في تلك الكتابات حياة لنا ربما حياة لم نعيشها ،أو أحلام مؤجلة ،وربما ممنوعة،حياة نود الهروب إليها، وذلك لأن الأدب يعتبر حياة ثانية او حياة متجددة مع كل نص أدبي نقوم بقراءته.
فالأدب ليس تجارب شخصية نتجت من قلم كاتبه وإنما تجارب عامة استلهمها الكاتب من حياة الآخرين. مما يزيدها سحر وجمال فالآداب أرض الأحلام ندخلها طواعية برغبتنا، للبعد عن واقعنا والحياة المريرة ونتمني ألا نعود أبدا.
ومن يقرأ الأدب بحب وتمعن يجد أننا نقرأ لوحة مجسمة حية بها صوت عندما نسمع أجراس المدارس او أصوات الطيور بالحدائق، وحركة في لعب الأطفال وحركة الأشجار في تلابيب الليالي الشتوية، واللمس عندما نلمس خشونة الفقر في روايات الفقراء.
والتذوق عندما نتذوق طعم الدمعة المالحة التي تسقط بين شفاه أم فقدت طفلها ،وطعم الكفيار علي موائد الأغنياء، ونشم منه روائح الورود والحرائق والقمامة في الشوارع .
ومن هنا نقسم أنواع القراء إلى:
” قارئ ساذج” يتعامل مع النص الأدبي دون إهتمام بالجوانب الفنية للنص الأدبي، فهو يعجب بالأحداث وحسب ولا يتطرق إلي ما وراء الحدث.
و”قارئ حساس ”
وهو من يقرأ النص الأدبي بتعمق، فهو يبحث من خلال ما يقرأ عن الطريقة التي كتب بها النص واستخدام مفردات اللغة وكيفية الصياغة، وبلاغةالنص ،ليعرف الأسرار الكامنة في النص وما وراء الكلمات من سحر وجمال .
وهذا النوع هو من يستمتع بالعمل الأدبي أكثر من كونها صفحات تكتب فحسب.

لذلك يكون الأدب مدينة ساحرة من يدخلها لا يرغب هجرها أبدا، وتجد نفسك شغوف دائم البحث لما هو جديد وغريب من الأعمال الأدبية والفنية المتعددة ،في أى مكان وبأى لغة .

حقا إنه عالم الأحلام والسحر .

قد يعجبك ايضا
تعليقات