كتبت/ سناء مصطفى
(في بعض الأحيان لا يجب أن تلعب مع اذكياء النوع الخاص من الأدباء وباحثين الكمياء، فكلًا منهم له طريقة خاصة ومميزة للقضاء عليك حتمًا، كلًا من النوعين يقدر على أن يحاربك بطريقته الخاصة؛فما بالك إذا أجتمع باحث الكمياء والأديب المتميز في جسدًا واحد!؛
أظن أن عليك التفكير جيدًا قبل التفكير في التعامل معه, فكيف سيكون عقابك إذا خُنت ثقته؟!)
أغلق سليم كتابه الأخير بتلك النهاية الغريبة.. التي لن يفهمها أحد إلى زوجته العزيزة والغريب أنها ستفهم فقط عند موتها!
في الفترة الأخيرة كان سليم على خلاف دائم مع زوجته بشكل مبالغ فيه، تود الطلاق دومًا بدون سبب وبسبب، كما هو الأخر لا يفهم ما يحدث لها أو معها لتكون هكذا إلى أن وضع لها منوم في العصير ليأخذ هاتفها ويرى فهى فى الفترة الأخيرة كانت متمسكة بهاتفها بحدة مبالغ في وبشكل ملحوظ جدًا، وكانت الصدمة حينها انه اكتشف أنها على علاقة برجلًا أخر، ومنذ هذا الوقت وهو يفكر جيدًا بأي عقاب سيندمها على ما فعلت!.
هي أيضًا كانت على ثقة بأنه لا يستحقها؛ فهو دائمًا مع عمله وأبحاثه وكتبه,لا يهتم بها ولا يحبها بشكل كافي، ينظر لها على أنها أنجاز قام به وأنتهى الأمر، ولذلك ضعفت أمام أول شخص يشعرها بأهميتها وبأنها شخص يستحق المعافرة لباقي الحياة، وكطبع المرأة استسلمت!.
قبل زواج سليم بفريدة أتفق معها أن تجهيزات البيت ستكون بذوقها الخاص أما شرطه الوحيد هو أن يخصص غرفتين له شخصيًا غرفة للمعمل الكميائي الخاص به والثانية تكون مكتبه الخاص لأنه يود أن يكتب مقالاته والكتب الخاصة به في مكانه الخاص ،وبالفعل وافقت ولكن الخلاف بينهم كان على أنها تود أن تضع ورق حائط، والذي كان سليم يرفضه تمامًا،ولأنه باحث كميائي فكان يقول لها أن ورق الحائط يحتوي على عنصر (الزرنيخ) وهو عنصر كميائي سام، ودائما يحذر الناس من أستخدمه،لكن هي كانت تقول أن هذه الموضة ويكفي أن يقحم الكمياء في كل شيء في الكون!.
وبالفعل وضعت في كل الأركان ورق حائط ورفضت تغيره وهو أستسلم لكونها أمرأة ولا الكمياء ولا العلم يقدر على التحكم في تفكير أمرأة!.
دخل سليم معمله الخاص لأجراء تجربة كميائية، وبدأ يجري أبحاثه على الزرنيخ!،وبعد مدة وبعد الكثير والكثير من الأبحاث حول العنصر الكميائي (الزرنيخ) والذي يكون الرمز الخاص به (as وعدده الذري 33), أستطاع الباحث الأديب أن يصل للجريمة الكاملة!.
وبعد شهر.. خرج من البيت لكي يذهب إلى عمله وهو في الطريق أتصل بفريدة قائلًا…
– عزيزتي لقد نسيت ورقة مهمة جدًا في أحدى الكتب ببالمعمل هل من الممكن أن تملي لي ما بها؟
ردت فريدة…
– حسنًا.
دخلت فريدة المكتب.. فقال سليم…
– الكتاب على المكتب وذو غلاء بُني.
– حسنًا.
تركت فريدة الهاتف وألتقطت الكتاب وما أن فتحته حتى وقعت على الأرض ميته!.
توقف سليم بجانب أحد المقاهي وأخرج حاسوبه من الحقيبة وبدأ يكتب….
( في هذا البحث كنت أتحدى العالم والواقع والجميع، لا توجد تعويذة في هذا الكتاب لتموت ولكن هذا الكتاب أضعف من أن يقتلك بتعويذة،ورق هذا الكتاب من ورق الحائط، وكل ورقة مشبعة بكمية معين من الزرنيخ الذي يعرف عنه أنه مادة سامة ووجودها بكمية معينة قادر على موت إي شخص، وفكرة هذا الكتاب تتحدث عن خطورة مادة الزرنيخ وكم هي مادة خطرة على البيئة والبشر
أينعم ورق الحائط به كمية معينة لا تقدر على قتل شخص ولكن إذا زادت الكمية ستُأدي إلى نهاية محتومة! )
أقفل حاسوبه وبدأ يفكر في نهاية الجريمة..
خطأ غير ممحسوب كما أنه حذر زوجته ألف مرة بعدم دخول المعمل،ويوجد ورقة على الباب تمنع دخول أي شخص، كما أن معه موافقة لأستكمال الكتاب الذي سيدخله التاريخ وسيحتفظ به في أكبر المتاحف لندرة فكرته في البيت، لسرية الموضوع وعدم سرقة الفكرة.
في النهاية وبعد أكتمال الأحداث داخل عقله، ذهب إلى البيت للأبلاغ عن موت زوجته المفاجئ، تحت محاولتها للأنتحار عن طريق الكتاب الملعون الذي يعمل عليه هذه الفترة، بسبب أحساس الذنب لخيانتها لزوجها العزيز والذي ستكتشفه الشرطة حتمًا!.
****
مستوحة من فكرة كتاب (ظلال من جدران الموت) (بالإنجليزية: Shadows from the walls of death) وهو كتاب للكاتب والكيميائي الأمريكي الدكتور روبرت سي كيدزي تم تأليفه سنة 1863 بولاية ميشيغان.