كتبت -أماني عز الدين
حين قامت مصر بتقديم المساعدات والدعم والمساندة للصين في بداية ازمة كورونا ، اعتقد البعض أن ما تقوم به مصر شيء لم يسبق لها ان فعلته ، ولكن بلاد عريقة ک جمهورية مصر العربية كانت بالماضي هي سلة غذاء العالم، ومثلت يوما «الغطاء النقدي» لبعض الدول التي عانت من ويلات الحرب ، وكانت الوجهة التي قصدها الرئيس الأمريكي عقب الحرب العالمية الثانية، لتقديم مساعداتها لدول أوروبا التي أنهكتها الحرب، وبالفعل قدمت مساعدات لبلجيكا، وأنقذتها من الجوع والفقر عقب الحرب العالمية الأولي .
في سبتمبر من عام ١٩١٨، وهو العام الأخير للحرب العالمية الأولى، أرسلت مصر أكثر من ٥٠٠ ألف فرنك فرنسي لإنقاذ الشعب البلجيكي من الفقر ومرض السل، ولم تنفك مصر عن ضخ الأموال للشعب الذي ضربته الحرب، مما دفع الملكة إليزابيث، ملكة بلجيكا في ذلك الوقت ، لإرسال خطاب بخط يدها تعرب فيه عن امتنانها من كرم الشعب المصري وحاكمه، مؤكدة أن ما قدمته مصر للشعب البلجيكي يستوجب من بلجيكا أن تمد يدها وترد لمصر جميل صنيعها إذا احتاجت مصر لبلجيكا في يوم من الأيام.
تبع خطاب الملكة، رسالة شكر من سكرتيرة الملكة توضح من خلالها أن بلجيكا ستدون «هذا العمل الجليل في الكتاب الذهبي لها ليعلم العالم من كان يساند بلجيكا»، مشيرة إلى أن الأموال التي قدمتها مصر لبلادها تم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام منها ١٦٥ ألف فرنك لحساب الملكة الشخصي «باعتبارها رئيسة الممرضات وللإنفاق منها على تمريض ضحايا الحرب العالمية الأولى»، ٢٥٠ ألف فرنك لشراء الغذاء الكافي للجنود، و١٥٠ ألف فرنك لشراء ملابس عسكرية للجنود في الشتاء.
هكذا اعتادت مصر ان تمد يد العون ولا تنتظر جزاء ولا شكور من أحد