كتبت / خيرة مباركي
متابعة عبدالله القطاري من تونس
مَاذَا لو أنابَك الأزلُ على عَرْشِ بلاطِها المُعظّم ؟
لا شيء يُعَادلُ صفاءَ الياسَمينِ..
ولاَ شيءَ يُعيدُ مَواسِمَ الحجِّ إلى صَفحَتِها النَّاصِعةِ..
هلاَّ سألتَ المَرَاكبَ المُسَافِرةِ
وأنتَ تقتلعُ عُشْبةَ الخُلودِ مِنْ عُيونِ أُوزِيرِيسْ*
وتُلهِمُها نوراً من ألحاظِ المَسَاءْ ؟؟؟
لا شَيءَ يَجْعَلُ العُمرَ عمريْنِ
وشغفُ الرّياحِ لحنُ نشيدٍ حزينْ..
كانت وطنَك ..
ولكنك أخطأتَ الطريقَ
تُهتَ مثل كرةِ ثلجٍ تتقاذفُها نسمَاتُكَ الموسميّةُ
وأنتَ ترمّم دثار المواجعِ في الصباحات المقفرة
تُعاندُ الغيابَ بالحُضورِ ..
وتراودُ الحضورَ بالغيابِ..
لن تُسعفَكَ رعَشَاتُ النَّجْمات،
ولن تُرَقّيكَ اليماماتُ التي تبدّلُ أغْصَانها بالعابِرينْ..
كادَ كيوبيد* يشفِقُ على سَهْمهِ منكَ ..
فيا لَظلّكَ المَتين وأنتَ تُناجِيها
بعد جدْبِ المَواسمِ !!
تستوطِنُ وَدَاعَكَ حُضُوراً في عِزّ اللّقاء ..
هذا الأفقُ يتوارى خجَلاً
أمامَ وقارِ وداعِكَ وهو يغْزُو حَجَّتَكَ الأخيرة
في مُفْتَرَقِ الفُصُولِ
والنّرْجَسُ رّصاصٌ ناعِمٌ يقترفُ الوَدَاعَ
يرتَعِشُ من هَدِيرِهِ الليلُ
ويأسى منْ خشوع المُتَنَرْجِسَاتِ في محرابِكَ..
المَواقفُ لا يمْحُوها التَّارِيخُ..
ولاَ التَّارِيخُ تُسَلْطِنُهُ الأسماءُ ..
التَّاريخُ اسمٌ تخلّدُه جداولُ الضّرب ..
وتُعليهِ قِسْمةُ زِيُوسْ* فِي عَدَالةِ المَرَايَا ..
والجهادُ لا يطفئُ الكبائرَ
فآرِيسْ* يسْتَسلِمُ أمَامَ شهقتِكَ المباغتةِ بفِرارِ المعنَى ..
ولنْ يُغْدِقَ صَباحَهُ علَى شفاهِ الرّاحلين..
فلا اللَّيلُ يَنجَلِي ولاَ الفَجْرُ يلفحُهُ الضجرُ ..
سَتَغِيبُ البتُولاتُ من صُورةِ النّساء ..
*كيوبيد: في الميثيولوجيا الرومانية هو ابن الإلهة فينوس. اشتهر بحمله السهم.
*زيوس: هو الذي يحكم آلهة جبل الأولمب، وقوته في حكمه لقوى الطبيعة.
* آريس: إله الحرب