بقلم عبدالله القطاري/ تونس
الحاج العربي صمود أصيل مدينة قليبية ويلقب بالشاعر الغنائي للبيزرة وهو رجل طيب ،يفعل الخيرمن دون التباهي أو التبجح ،محبوب في قليبية والهوارية وحمام الاغزاز ودار علوش وفي كامل أرجاء دخلة المعاوين ،مولع بفن البيزرة وبالخصوص طائر الساف الذي يعشقه عشقا لا مثيل له فيخصص له بيتا في منزله و”كندرة”وهي عبارة عن عمود من الخشب معلق في الفضاء ومشدود بطرفي الحائط ليستريح
عليها طائر الباشق وينام عليها ،وعند الصيد يستقر على ذراعه أو على “المنش”(عبارة عن عصا مستقيمة يهش بها في مزارع القمح والشعير ليباغت الطرائد آي السمانى فتطير ويلحق بها الباشق ليفترسها بمخالبه الحادة ) أو يمسكه في قبضته استعدادا لرميه وراء الطريدة ويخرج عم الحاج العربي صمود إلى البرية ويعود في المساء محملا بالمصيد.وفي موسم القبض على طائر الساف والصيد به يحط رحاله إلى مدينة الهوارية فيقيم هناك لما له من علاقات متينة عند اهاليها واخص بالذكر منهم الحاج حميدة الأسود الملقب ب
“سيدي المؤدب”لانه من حفظة القرآن الكريم ومن تلقينه للكبار والصغار وتخرج لديه كفاءات في التعليم وفقه القضاء وترتيل كلام الله ومن اصدقائه أيضا المؤدب عبد السلام الباش والعمدة علي الطبيب وبائع الصحف حمادي ابراهم
وصديقه الحميم محمد لمين الباش الذي لا يفارقه لأنه يسحر الألباب بحكاياته الخيالية وغيرهم …….
ولدماثة اخلاقه يقيم عند البياز “ولد لمين الباش” فتقام له الولائم ،ومجالس البيازرة يحولها الى خيمة شعر وتجود لهم قريحته بقصائد يتغنى فيها بالغزل والغزول والمناصب وبملك الطيور الساف الذي يستيقظ معه بعد النوم وينام معه ويتغذى معه وكأنه ابن عزيز من أبنائه، يفرح لسلامته ويغضب لتوعكه ولا حديث إلا عن طائره ولا شعر ولا وصف إلا لمعشوقه.
وبالتالي كان عم العربي مدرسة في فن البيزرة وقامة من القامات اذ تخرج على يديه أبناؤه وكل من خالطه
ومن قصائده المشهورة
قصيد الهوارية بلاد كيوف و هي رائعة من روائع تاريخ الهوارية …
المزيد من المشاركات