القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

العالم بين يديك – رحلتُ عبر الزمن

199

كتبت – تقى عبد العزيز

و في صباحنا من اليوم التالي إستيقظنا مبكراً من صياح الديك فأستيقظت مسرعة فأجد ذلك الشاب أمامي يخبرني بأن أنزل من أجل الإفطار.
فقلت له :- حسناً يا و لكن بعتذر لقد نسيت أن أسألك ما هو إسمك بالأمس فأخبرني و بإبتسامة لطيفة إسمه سنوحي أحد حراس ممرات الزمن و لقد تولى أمر إنتظاري من أجل مساعدتي في تلك الرحلة فأخبرني أن أنزل مسرعة لأن لدينا يوماً حافلاً من الزيارات الجديدة لمواقع ذات أهمية كبيرة .
و مع بزوغ شمس النهار ذهبنا بالعربة الخاصة به بعدد من الأحصنة إلى طريق ممتلئ بالجمال الرحالة و عليها الكثير من الأشياء تحملها على ظهورها و رجال يقومون بجذبها بالحبال فغضبت من ذلك المنظر و قال لي إنتظري و لا تتحركي هم فقط يتعاملون معها هكذا من أجل أن لاتبتعد عن باقي القطيع و تذهب أموالهم للصوص فهم ينتظرون أن تبتعد أحد القوافل عن القطيع و يقومون بسرقة كل ما عليها و قد يتبادلون الشجار بالأسهم و السيوف من أجل غرض السرقه .
فقلت :- حسناً
و لكن ما هو هذا الطريق فأخبرني بأنه طريق التجارة و تم تدشينه في الألف الأول قبل الميلاد و هو عبر صحراء شبه الجزيرة العربية و يقومون عبره بنقل الطيب و البخور و هو طريق بري يربط من الشام لبلاد الحجاز و اليمن و ذكر أيضاً في القرآن برحلة الشتاء و الصيف و كانت تلقب تلك البضاعة حينها بالذهب الأبيض .
و حينها أخبرني بختام رحلتنا على الحدود بين البلدان و إنه مسرور بمقابلتي و قد تكون تلك النهاية الآن هنا و لكن تلك فقط هي بداية الرحلات مستقبلاً و من أجل ذلك قام بمفاجاة من أجلي فقد علم بحبي و عشقي للبحار فأغمض عيني بقطعة قماش و حينما وصلنا الشاطئ نزع عني تلك القطعة من أجل رؤية ذلك المكان الرائع .
و حينها أخبرني بأنها ليست مجرد رحلة وداع و لكنه أيضاً تذكار تعليمي بأن البحار و الأنهار أيضاً في ذلك الوقت لعبت دوراً هاماً في الإتصالات بين مراكز الحضارات و قد أستخدمت في الأغراض الإقتصادية و الأمنية و قد أستخدمت في ذلك العصر السفن الجبيلية نسبة إلى جبيل على الساحل كبن و في حضارتكم تطلق على الساحل اللبناني و ستجدينها لدينا في البرديات في الدولة الوسطى نص سنوهي و رحلة كاهن آمون الأعلى “ون آمون ” من فترة الإنتقال الثالث ” 664 – 1085 ” ق . م
و نحن حالياً نقف عند ميناء ساوو على الساحل للبحر الأحمر الغربي و يطلق عليه مستقبلاً ميناء القصير و منه كانت تذهب السفن إلى بيا سيناء شمالاً للحصول على الفيروز و النحاس و إلى ميناء بونت ” الصومال – إريتريا – و شمال شرق السودان ” للحصول على البخور .
و عدنا للرحلة مجدداً حتى ذهبنا إلى الساحل الشرقي للبحر الأحمر في جزئه الشمالي و يعرف بإسم الوجه و بدأ التحرك منه في القرن الثاني ق . م و ميناء قنأ أو كأني بالقرب من حصن أبو غراب أو بير علي في جمهورية اليمن .
و في أثناء الرحلة وصلنا للبحر الأبيض المتوسط و في ناحية الشرق منه كانت جبيل و أوجاريت ( رأس الشمرة ) و هما أهم مينائي للإتصال ببلاد الشام معنا في الدولة الفرعونية
و كانت تتداخل بعض القوى المعادية و الغازية عن طريق الطرق البرية و الملاحية و كانوا يدمرون كل وطن يتحركون نحوه و عن التسللات البشرية خلال فترة الإنتقال الأول للعصر البرونزي المبكر في دوره الرابع و تمت كتابتها في برديات إيبوور الأدبية .
و حدث أيضا في عصر الإنتقال الثاني بفترة الهكسوس و التي أقامت سلطة لها على شرق الدلتا و وادي النيل و الجوتيين الجبلية التى دمرت سهول العراق و مراكز الحضارة السومرية ٠
و في منتصف الألف الثالث وردت في النصوص العراقية ما عانته الحضارة بالمكان من البربرية الجبلية. و بعض موجات الهندو أوروبية من وسط آسيا و إستقرارها ببعض المراكز الحضارية .
و لقد اتسمت تلك المواقع بإسم عرفت في المصادر من حوريين و كاسيين و ميتانيين و حيثيين و أيضاً بعضاً منهم من شبه الجزيرة العربية كنتيجة للتغير المناخي بالمكان و تعرف بالهجرات السامية . و هنا كان الوداع بيننا و فجأة عاد نفس ذلك الوميض ظهر و أخبرني بأنه وقت الرحيل قد حان و يجب أن أعود لموطني فشكرته على تلك المساعدة التى قدمها لي و إني لن أنسى أبداً تلك المعلومات الرائعة و عدت بالزمن و كان الجميع بمنزلي لايزالون نائمون و عدت لفراشي مجدداً و لكن لا تنسوا لم تنتهي الحكايه بعد

قد يعجبك ايضا
تعليقات