القاهرية
العالم بين يديك

هل صارت التكنولوجيا وسيلة لاختراق خصوصيتنا

239

بقلم: نادرة سمير قرنى

تعتبر التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدين, فرغم ما لها من مزايا عديدة وخاصة فى الوقت الراهن والذى أثبتت فيه التكنولوجيا دورها الرائد فى كافة مجالات الحياة فى ظل أزمة كورونا, وتوقف الدراسة بالمدارس والجامعات وإحلال التعليم عن بُعد محل التعليم النظامى, وظهور العديد من الوظائف الإلكترونية والتى ينهى موظفيها أعمالهم عبر الإنترنت كأساتذة الجامعات, فإن للتكنولوجيا الحديثة عيوب وعيوب خطيرة خاصة مع التطورات السريعة التى تخطوها التكنولوجيا الحديثة, والتى أصبحت عاملاً أساسياً ومهماً من عوامل تقدم الدول.
لقد صارت التكنولوجيا الحديثة وسيلة لاختراق خصوصية مستخدميها بكل ما تحمله الكلمة من معلومات شخصية تخص المستخدمين, وصورهم ومحادثاتهم مع أقرانهم وزملائهم وعائلاتهم, لقد صارت مستنداتهم الموجودة على هذه الأجهزة التكنولوجية وسيلة سهلة فى يد الهاكرز والمحتالين يبتذون بها المستخدمين من أجل الحصول على الأموال.
إن فقدان السيطرة على المعلومات الشخصية هو إلى حدٍّ ما فقدان للسيطرة على حياتنا وحريتنا، وقد أكد “ريشارد سميث” مستشار تطوير المنتج بمركز الإعلام الرقمي”على أن الأجهزة التي تتصل بالإنترنت أو تساعد على زيادة سرعته، تستخدم بكود خاص لنظام برمجة مفتوح مما يسهل عملية اختراق الهاكرز لحسابات هذه الأجهزة والمواقع”.
والحقيقة أن التكنولوجيا الحديثة بوسائلها وتطبيقاتها المختلفة صارت مصدرًا يهدد أمان وخصوصية الحسابات والأجهزة الإلكترونية الخاصة بكل مستخدميها, وقد أكد الخبراء على أن عملية التأمين اليومية التي يقوم بها العملاء والمستخدمون للحفاظ على سرية وخصوصية بياناتهم لن تكون كافية لمواجهة خطورة الهاكرز والهجمات التي توجه وخاصة ضد كبرى الشركات والحسابات الشخصية للشخصيات العامة، ومنها تغيير كلمات السر أو رفع حجم الذاكرة لبعض الأجهزة، مشيرين إلى أن العملية تحتاج لبرمجة وتصميم أقوى.
لذا فإن الحل فى يد المستخدم فقد أصبحنا جميعاً مجبرين ولسنا مخيرين فى أن نحافظ على جميع ملفات أعمالنا وملفاتنا الشخصية وصورنا وكل ما يتعلق بنا وإلا فسنتعرض لابتذاذ الهاكرز والمحتالين, إن الأمر المثير للضحك أن أطفال المدارس الصغار صار الكثير منهم هاكرز, الكثير منهم صاروا محتالين يخترقون صفحات زملائهم, ويطلعون على أمورهم الشخصية, الكثير منهم أصبح اليوم بإمكانه اختراق حسابات الواتس أب والإطلاع على المحادثات, والسؤال الذى يدور فى ذهنى الآن لماذا لا توجد أجهزة أمنية قوية لحماية تطبيقات ووسائل التكنولوجيا الحديثة؟
لماذا صارت حياتنا مشاع للآخرين؟
لماذا وكيف فقدنا السيطرة على التكنولوجيا الحديثة؟
ونحن من صنعه نحن من صنعها فكيف نترك لها الزمام لتتحكم بنا ولا نتحكم بها؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات