القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

نبذه عن الخليل إبراهيم عليه السلام ” الجزء الثامن

200

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع نبى الله إبراهيم عليه السلام، وقد توقفنا معه عندما قام عمه بطرده من منزله، وغضب غضبا شديدا منه، فخرج من بيته، وهو يقصد المعبد الذي توجد به التماثيل بعد أن كانت الطرق خالية، وجميع الناس يحتفلون، وكان يحمل معه فأسا، وقام بتحطيمهم جميعا، ووضع الفأس بالقرب من كبيرهم، فعند رؤية القوم لمنظر الآلهة المحطمة غضبوا جدا، فأحضروا إبراهيم عليه السلام، وتجمع جميع الناس حوله، وسألوه أفعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟ فأجابهم نبى الله إبراهيم قائلا بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون، فقالوا له هذا جماد لا يتكلم، فضحك ساخرا منهم لعبادتهم لهم، فاجتمعوا جميعهم وقرروا إحراق إبراهيم عليه السلام، وحفروا حفرة عميقة تحضيرا لحرقه، وأشعلوا النار بها، ووضع إبراهيم في منتصفها بعد تقييده، فقال الله تعالى للنار ” يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ” وأحرقت النار القيود فقط، وجلس الكهنة والناس يراقبون الذي يحدث، وخروج إبراهيم سليما من النار يتلألأ بالنور والجلال، ولم تحرق حتى ثيابه، فصعق جميع الناس، وتم اتهامه بالسحر والشعوذة.

ولقد اشتهر عدد من الأنبياء بأنهم كانوا من أولي العزم من الرسل، ومعنى أنهم أولي العزم أي أنهم أعطوا الرسالة منتهى عزائهمم وجهدهم وقوتهم، ومن بين هؤلاء الأنبياء كان هو نبي الله إبراهيم عليه السلام الذي لقب بخليل الرحمن، وقد تميّز نبي الله إبراهيم عليه السلام بأنه كان حنيفا مسلما عادلا عن الشرك بفطرته إلى التوحيد بجبلته، وقد ذكر القرآن الكريم حال نبى الله إبراهيم عليه السلام وهو يقلب نظره في ملكوت السماوات والأرض حتى يستدل على الخالق سبحانه وتعالى، كما ذكر القرآن الكريم قصته مع قومه حينما كاد لهم ولأصنامهم، حيث حطمها في يوم من الأيام ليقيم الحجة على قومه بأنها لا تنفع ولا تضر ولا تملك من أمرها شيئا، فكيف تملك أمرا من أمر البشر، وقد ذكر القرآن الكريم محاورة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع أبيه، فقد كان إبراهيم بارا بوالده يخشى عليه ويحرص على نجاته لذلك ساءه ما كان عليه أبوه من الضلال المبين حينما اتخذ مع قومه أصناما يعبدونها من دون الله تعالى، فوقف إبراهيم عليه السلام لينصح أباه بكلمات غاية في الأدب والرقة، فبين له ضلال الطريق الذي كان يسلكه.

حيث يعبد أصناما لا تضر ولا تنفع، وبين له عداوة الشيطان الأزلية للإنسان، وكيف يريد خسرانه، وأن الوحيد المستحق للعبادة هو الله سبحانه وتعالى الذي تكفل برزق الإنسان، وإذا مرض كان هو الشافي له من أمراضه وأوجاعه، وقد ورد اسم والد نبى الله إبراهيم عليه السلام كذلك في السنة النبوية الشريفة وتحديدا في صحيح البخاري حيث ذكر فيه أن والد إبراهيم آزر يأتي يوم القيامة عليه الغبرة وتعلوه القترة، فيقول له إبراهيم عليه السلام ألم أقل لك لا تعصيني، فيقول آزر، فالآن لا أعصيك، فيقول إبراهيم لربه عز وجل، ألم تعدني يا رب أنك لن تخزيني يوم يبعثون، فيقول الله تعالى ” إني حرمت الجنة على الكافرين” وقد قيل أن اسم والد إبراهيم عليه السلام هو تارح أو تارخ كما جاء في التواريخ والأنساب، وقد تبنى هذا الرأي عدد من العلماء، والصحيح أن اسمه آزر لظاهر الآية الكريمة وتأييد الحديث الشريف، وقد نشأ نبى الله إبراهيم في أرض بابل في العراق قديما في بيئة وثنية شاع فيها ما يُعبد من دون الله، فقسم كان يعبد الأصنام وقسم آخر كان يعبد الكواكب، وقيل أنهم كانوا جميعا يعبدون الكواكب.

لكنهم رمزوا لها بأصنام وتماثيل كانوا يقتربون إليها، وقد ورد في القرآن خلافا لما في العهد القديم أن إبراهيم بن آزر، إلا أنه قيل في تفسير الآية أنه عمه وليس أباه وناداه أبتاه لأنه هو الذي رباه، ويذكر القرآن قصته مع قومه حيث دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، فأبوا محتجين بتمسكهم بدين آبائهم، لكن إبراهيم كسر أصنامهم باستثناء أكبر تلك الأصنام أثناء غيابهم، وقد تميّز خطاب نبى الله إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم بالصيغ الاستفهامية متعددة الأغراض، وفي ذلك قوة تعبيرية موجزة، ثم هاجر نبى الله إبراهيم عليه السلام إلى فلسطين وسكن قرب قرية أربع وهي مدينة كنعانية في المكان الذي أنشأت فيه فيما بعد مدينة الخليل، وفيها الحرم الإبراهيمي الذي يعتقد أنه مدفون فيه وعندما ذهب إلى مصر تزوج السيدة هاجر وأنجبت له نبى الله إسماعيل عليه السلام، أما زوجته الأولى السيدة سارة فأنجبت له فيما بعد نبى الله إسحاق عليه السلام، وكلاهما من الأنبياء، وقد روى البخاري في صحيحه قال أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أَثَرها على سارة.

ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكةَ يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له آلله الذي أمرك بهذا ؟ قال نعم، قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت، فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهِه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال ” ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون” وفى قوله تعالى ” ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون” فيه مسائل فقد روى البخاري عن ابن عباس رضى الله عنهما قال.

” أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ، ثم جاء بها نبى الله إبراهيم عليه السلام وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل، فقالت له يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء، فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له آلله أمرك بهذا ؟ قال نعم، قالت إذا لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق نبى الله إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات، ورفع يديه فقال ” ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع حتى بلغ يشكرون” وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي.

رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، ثم جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليه، فنظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات، وقال ابن عباس رضى الله عنهما، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” فذلك سعي الناس بينهما ” فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه، تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت، قد أسمعت، إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف، وقال ابن عباس رضى الله عنهما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ” أو قال ” لو لم تغرف من الماء، لكانت زمزم عينا معينا” قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك، لا تخافي الضيعة فإن هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله ” وإن نبى الله إبراهيم عليه السلام قد فعل ذلك بأمر الله لقوله في الحديث آلله أمرك بهذا ؟ قال نعم، وقد روي أن السيدة سارة لما غارت من السيدة هاجر بعد أن ولدت إسماعيل خرج بها إبراهيم عليه السلام إلى مكة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات