كتب_أشرف الجمال
— المنظومة الإلهية وضعت لكل مخلوق فى الكون “بداية ونهاية” وكما للجديد دائما الرغبة فى محو القديم فأن البقاء دائما يبقى للأقوى وللأفضل وللأصلح حتى تستمر سلسلة التطور والحياة ومسيرة التواجد والأستمرارية لأعمار الكون وأستقراره وتطوره عبر الأزمنة المتلاحقة من أجل حياة أفضل ملائمة للمعيشة وللتعايش السلمى بين كافة المخلوقات وخاصتا البشرية التى يخوضها ويقود مسيرتها الإنسان فى كافة مجالات الحياة وأختص منها مجالات الإعلام ووسائلها ( الصحافة المرئية،والمسموعة،والمقروءة ) وكلها ورقية فى كتابتها او قرأتها أو أذاعتها وفى حفظ عناصرها وتوصيتها كتوثيق للأحداث والموضوعات.
— ومع تطور الإعلام والصحافة والحاسبات الإلكترونية والأقمار الصناعية والإنترنت ومواقع التواصل والسوشيال ميديا والتى تمس مباشرتا حرية الرأى والفكر والتعبير والرؤيا كان لزاما على هذا التطور أن يصل إلى وسائل الإعلام وعلى رأسها الصحافة الورقية والتى وجدت طريقها فى القرن الواحد والعشرون إلى التطور الإلكترونى كبديل لها لتصل إلى كل منزل والى كل المجتمعات والمواطنين عن طريق الإنترنت الارضى والهوائى وباقاته نظير مبالغ تختلف طبقا لأحتياجات كل مواطن وفكره ورؤيته حتى تتمكن الشعوب من من متابعة كل الأخبار والأحداث عن طريق التليفزيون والتليفون والحاسب الآلى واللاب توب المحمول وهو ما أتاح لكل أفراد المجتمع فى كل مكان وزمان متابعة كل ماهو لحظى وجديد بدون اى عقبات او تضاريس او مناخ او مكان .
— ولكن وعلى النقيض تماما اختلفت الأوضاع مع الصحافة الورقية نتيجة لتقوقعها وعدم إيجاد حلول لمشاكلها المتلاحقة نتيجة لعدة أسباب نذكر منها………
☆ أن هذه المنظومة الصحفية الورقية فقدت أهم خصائصها فى العصر الحديث وهو ” السبق الصحفى ” وهو ما يعنى الأنية للحالات والأحداث والموضوعات والمواقف نتيجة لتأخر وصول الخبر من مصادره ثم التأخير فى الطباعة ثم التوزيع وبذلك تفقد الأنية والحالية فى وصول الخبر او الحدث كما أنها تفقد أهم مميزات الصحافة أيضا فى المتابعة للمعلومة وللخبر لحظة بلحظة لعرضها على الرأى العام للمشاركة وابداء الأراء وكما انها تحتاج إلى أماكن للألات الطباعة والى منظومة نقل للصحف وإلى مبانى ومكاتب للصحفيين والمحررين إلى جانب أعداد ضخمة جدا من الصحفيين والمحررين والفنيين والعمال والالوان والاحبار وهو ما يكلف المؤسسات الصحفية ملايين الجنيهات او الدولارات والتى لا تتناسب مع أرباحها او مصاريفها او مرتباتها كمؤسسات لصحف ورقية.
☆☆ كما أن لهذا التطور التكنولوجيا الأثر الأكبر فى إستمرار الأقوى والأفضل والأوفر والأسهل والمتاح دون اى قيود أو عقبات أو تعقيدات ولذلك يعتبر بزوغ فجر الصحافة الإلكترونية هو بمثابة نقلة نوعية وعلمية وفكرية وثقافية إلى عالم الكترونى يصل لكل المواطنين فى كل مكان وزمان بدون الاحتياج إلى أفراد للكتابة او النشر او الطباعة أو الألوان والأحبار او معدات لنقلها وكذلك من مميزات الصحافة الإلكترونية هى الأنية والحالية فى وصول الخبر ومتابعته ومناقشته فى نفس وقت وقوع الحدث بصرف النظر عن نوع الحدث او مكانه.
☆☆☆ والجدير بالذكر انه ومع تطور الصحافة الإلكترونية وبداية النهاية للصحافة الورقية ظهرت على الساحة ولأول مرة مهنة تخصص فيها كافة المواطنين والشعوب وهى ” صحافة المواطن ” والتى نتجت عن تحويل كافة المشاهدين والحاملين للهواتف المحمولة الى رجال إعلام وصحافة من خلال تصوير وتسجيل وتوثيق الأحداث فى كل مكان او زمان مباشرتا ونشرها على صفحاتهم الشخصية او إرسالها إلى المؤسسات الصحفية والمواقع والصحف الإلكترونية لتصل فى لحظات إلى كل مواطن بدون اى تدخل رقابى ولذلك فان نهاية الصحافة الورقية فى العالم أصبح على الأبواب وقد بدأت بالفعل المؤسسات الصحفية الورقية الكبرى فى تسجيل وتوثيق الموضوعات والأحداث السياسية والعسكرية والإقتصادية والتاريخية لحفظها للأطلاع عليها من الاجيال الحالية والقادمة كما ان المؤسسات الصحفية بدأت بالفعل فى إقامة صحف وشبكات ومواقع وبوابات صحفية إلكترونية لتعديل وتقنين أوضاعها مع المستجدات والتطور الإلكترونى والتكنولوجى الذى سيطر تماما على كل مناحى الحياة فى العالم .