القاهرية
العالم بين يديك

علي البديوي يكتب:-أسباب انتشار الرشوة وطرق المكافحة

283

 

كتب:-علي البديوي

أنتشرت في مجتمعنا ظاهرة وآفة قديمة وليست بحديثة تسيطر علي المجتمع بأكمله وبكل طبقاته وفئاته الا وهي ظاهرة “ألرشوة”حيث لا يكاد اي مجتمع أن يخلو من هذه الظاهرة القديمة الحديثة فالرشوة نوع من اهم انواع الفساد الكثيره التي تسيطر علي المجتمع بأكمله فأذا فشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فمما لا شك فيه أنه مجتمع فاسد محكوم عليه بالعواقب الوخيمة وبالهلاك المحقق.
ولقد تكلمنا في المقال السابق عن الرشوة وانها السبب الرئيسي في فساد المجتمع، والان وفي هذا المقال سنلقي الضوء علي اسباب الرشوة وطرق مكافحة الرشوة

ومن أسباب انتشار الرشوة عده اسباب اهمها الآتي:-

ضعف الوازع الديني وانعدام الأخلاق وقلة مراقبة الله لدى الراشي والمرتشي، قلة التوكل على الله، وكذلك انعدام الثقة في رزقه سبحانه وتعالى.الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب الذي يدفع بالشخص لتقديم رشوة ما كي يتحسن وضعه وتتبدل أحواله للأفضل حسب نظرته الدنيوية للأمور.
الجشع والأنانية وعدم الشعور بالانتماء للوطن والمجتمع الذي يعيش فيه وينتفع من خيراته ومقدراته فيقبل المرتشي الرشوة دون أن يأخذ بعين الاعتبار وحفظ الحقوق والفرص للأشخاص المهيئين لها.
وأنخفاض المستوى المعيشي لدى بعض الأشخاص وخصوصاً الموظفين الذي يعملون في المؤسسات الحكوميّة،

حيث المُطلع إلى أحوال المُجتمعات في العصر الرّاهن، يجد أنّها وصلت إلى مستويات عالية في الرّفاهية، لذلك إنَّ الشخص مُتدني الدخل لكي يحصل على هذه الترفيهات يُقدم على ارتكاب هذه الجريمة البشعة أي الرشوة؛ وذلك من أجل تعويض النقص المادي الموجود لديه.
-الضعف الإداري: والذي يتمثل ذلك في ضعف الشخص الذي يشغل منصب المدير في أي مؤسسة، ففي حال فسدت الإدارة يفسد ما حولها.
ضعف الوعي لدى أفراد المجتمع وسكوتهم عن هذا الأمر بدل محاربته، بالإضافة إلى تدني المستوى التعليمي لأفراد المجتمع. الانسياق وراء الانتماءات المختلفة كالعشائرية والقبلية وعلاقات القرابة.
-غلاء الأسعار وما يقابلها من انخفاض معدل الأجور الأمر الذي يؤدي إلى قبول بعض الأشخاص للرشوة نتيجة لحاجتهم المادية لا سيما إذا قلّ لديهم الوازع الديني لديهم.
-عدم تساوي توزيع الثروة المالية بين الناس، وتركّزها في أيدي قلّة من الناس مما جعل تباين طبقي حادّ بين الناس، مما أدى إلى شعور بعض الموظفين بالحقد والحسد على الأغنياء لكونهم أكثر غنىً، وبالتالي فهؤلاء الموظفين يعبّرون عما يشعرون بأخذهم للرشاوي .

-أفتقار عدد كبير من الأشخاص إلى الثقافة العامة بشكل عام والثقافة القانونية أو الإجراءات الإدارية بشكل خاص، مما يدفع الموظف لاستغلال هذا الجهل في تعقيد إجراءات المعاملة، واضطرار المواطن البسيط إلى دفع الرشوة لتيسير معاملات

وللرشوة آثار على المجتمع وهي آثارًا ليست ببسيطة او هينة أنها آثارًا مدمرة وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع،

ومن بعض آثارها ما يلي:-

– تدمر الرشوة موارد الدولة المالية، حيث يمكن إعطاء الرشوة لغرض أخذ تراخيص بناء مشاريع وهمية وغير حقيقية ولا تعود بأي فائدة نفعية على المجتمع، فقط ترهق الدولة ماديًا من خلال توفير الخدمات لهذا المشروع، وغيرها الكثير من الأمور التي تسيرها الرشوة بغض النظر عن مدى نفعيتها أو حقيقة وجودها أصلًا.

فالرشوة تدمر حياة الفرد إذا انتشرت في المجتمع، ف بسبب انتشار الرشوة تنتشر معها الجريمة والغش في كثير من نواحي الحياة مثلآ كالأدوية المغشوشة التي تضر الانسان وتتسبب له بكثير من الأمراض بالإضافةالي المريض الذي ياخذ العلاج ليتم التخلص والتشافي من المرض ولكنها ف الغالب تضره اكثر لا تشفيه ،

وأيضا كالأطعمة الفاسده وللحوم التي تبتاعها بعض المحلات والذي تكون غير الصالحة للاستهلاك البشري وفي كثير من الأوقات يتم ضبطها ومحاكمة المسؤلين عن ذلك ، وأيضا أعمال البناء الفاسدة والتي تكون تعدي علي املاك الدولة من بعض المقاولين او رجآل الأعمال ويتم بيعها بعد ذلك للمواطن وهم يعلمون كل العلم انها غير مرخصةوأنهامخالفة ومع ذلك لا ينظرون إلا المنفعة التي تعود عليهم بالمنفعة وجني المال من جيب الفقراء المحتاجين اللي مئوا، وتخيل معي أنك تسير على جسر من الجسور او تسكن في احدي المنازل التي بها عيوب جسيمة تجعل منها خطرًا على أرواح الناس وممتلكاتهم حيث يقوم الراشي بشراء أسوأ المواد البنائية واستخدامها في بناء المجمعات السكنية التي يسكنها المئات من الناس كم سيترتب على انهيار هذا الجسر من خسائر في الأرواح والأموال، بعد ان حصل المقاول على شهادات إتمام العمل والبناء عن طريق الرشوة، وأيضا وغيرها الكثير من الأمثلة التي ان ذكرناها يمل القلم من سردها والذي تدخل فيها الرشوة لتقدمها للأفراد بصورة محسنة ومغشوشة غير الصورة الحقيقية لها،
وقس على ذلك جميع المجالات؛ لهذا كانت الرشوة إهدارًا للأموال وتعريضًا للأنفس للخطر.

ومن طرق مكافحة الرشوة الآتي

– تحقيق العدالة والمساواة عند توزيع الفرص بين الناس، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وذلك لضمان حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة من أجل الكشف عن حوادث الرشوة ليتم متابعتها بشكل رسمي.

-اتباع أسلوب الثواب والعقاب، وذلك من خلال الرقابة على الموظفين ومراقبة اتباعهم لإجراءات معاملات الموظفين ومن يثبت عليه أخذه للرشوة يعاقب حتى يكون عبرة لغيره من الموظفين،

-تكريم من يطبق القوانين بحذافيرها على إخلاصه وإتقانه للعمل لتشجيعه دوماً على اختيار الطريق الصحيح ومراعاة الله في كل امور دنياه.

-تحسين دخل الموظفين حيث ذلك يردي الي شعورهم بكفاية راتبهم مما يجعلهم لا يتطلّعون إلى ما يقدّم لهم من رشاوي.

– نشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع، حيث يعدمن أفضل طرق محاربة الرشوة تعليم الناس أمور دينهم ودُنياهم، وترسيخ إيمانهم أنَّ الله تعالى هو الرّزاق الكريم.

– التوعية الكاملة بأضرار الرِّشوة لأفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام،حيث العمل بجهد كبير على توعية الناس وتبصيرهم بين الوقت والآخر بآثار الرشوة الخطيرة على الفرد ذاته وعلى مجتمعه من الوسائل المُنتجة في مُحاربة الرشوة، سواء أكان ذلك من خلال وسائل الإعلام أو المدارس أو الجامعات وكذلك المساجد.

– الاهتمام بتعيين الموظف المناسب في المكان المناسب،حيث المطلع على أحوال الأمة يجد أكثر المُرتشين هم الموظفين، لذلك لا بُدَّ من الحرص على اختيار الموظف المعروف بأمانته وإخلاصه وعفته للعمل المُناسب، مع أخذ رأي الجهات المعنية في ذلك.

-العمل على تحقيق التوازن الاقتصادي وعدالة توزيع الثروات بين أفراد المجتمع، فتوزيع الحقوق على أصحابها دون أي مُحاباة والعدل بينهم، من الأمور الهامّة في التّخلص من الرشوة بشكلٍ قاطع.

قد يعجبك ايضا
تعليقات