القاهرية
العالم بين يديك

السويس بلدي

261

 

كتب_محمد عدلي

لا شك لدي إنه بمجرد ذكر إسم السويس سيتبادر إلي الأذهان للوهلة الأولي صور لمعاني كثيرة رائعة كالبسالة والشجاعة والمقاومة وعزة النفس.
ولا شك أيضا أن لهذه المدينة الباسلة مكانة خاصة جدا في قلب كل مصري ، فقد تحملت مالم تتحمله أي مدينة مصرية أخري طوال التاريخ من عدوان وحروب وإعتداء وتهجير لأهلها إنتهاءا بإهمالها شبه المتعمد من مسؤولي النظام البائد.
وإقترن إسم هذه المدينة بأسماء لمدن عالمية أخري إشتهرت بالصمود والمقاومة ضد العدوان كستالينجراد وبورسعيد وغيرها من المدن التي ضربت أروع الملاحم في تاريخ الحروب.
وقد دفعت المدينة الباسلة ثمن موقعها الهام كبوابة شرقية لمصر وخط المواجهة الأول في وجه العدو الصهيوني، وأيضا كميناء هام علي البحر الأحمر والمدخل الجنوبي لأشهر وأهم مجري مائي ملاحي في العالم قناة السويس التي سميت بإسم هذه المدينة إحتراما وتبجيلا لهذه المدينة العريقة.
والكلام عن السويس لن ينتهي ولكن سأتكلم هنا عن أشهر وأهم ميادين هذه المدينة وهو ميدان الأربعين.

ميدان الأربعين.

يعتبر أكبر وأشهر ميادينها علي الإطلاق ويحتوي علي شارعين يعتبرا رئتا المدينة وأشهر شوارعها وهما شارع أحمد عرابي وشارع الجيش، ومن الواضح طبعا أن أسماء هذه الشوارع لا تحتاج إلي تفسير فقد أطلق السوايسة إسم رمز وطني كبير وكان قائد الثورة العرابية ضد الإنجليز وهو الزعيم أحمد عرابي علي أكبر شوارعها ،وكذلك أطلقوا إسم الجيش علي الشريان الأخر للمدينة تيمنا وتخليدا لهذه المؤسسة العظيمة لدورها العظيم وإرتباطها الوثيق بالسويس وأهلها.
وبالطبع قد يسأل البعض- ولا أقصد هنا السوايسة فأهل السويس أدري بشعابها- وإنما الغرباء أو الذين لم يزوروا المدينة مطلقا عن سبب تسمية الميدان الشهير بهذا الإسم والإجابة طبعا هو لوجود ضريح سيدي الأربعين الذي بني حوله مسجدا شهيرا بوسط الميدان ليصبح من أكبر مساجد السويس.

ولكن من هو سيدي الأربعين؟؟

تتعد الروايات عن هوية صاحب الضريح ، ولا توجد إجابة قاطعة تشير إلي هويته.

فبعض الروايات تشير إلي أنه شيخ قدم إلي مصر من شمال أفريقيا أثناء حفر قناة السويس وكان يدعي عبدالله الأربعين وكان يقف بين المصريين الذين كانوا يحفرون القناة بالسخرة يشد من أزرهم ويساعدهم ويخفف من آلامهم ويعلمهم دينهم وعندما توفي دفن بمحل إقامته وبمرور الوقت تحول المكان إلي مقام ثم إلي المسجد الشهير.

وفي رواية أخري تقول أنه لم يكن شخصا واحدا بل كانوا أربعين جميعهم جاءوا من شمال أفريقيا أيضا وتوزعوا في أنحاء مصر وكلما مات أحد منهم يشيد مقام له ويسمي بمقام سيدي الأربعين.

لكن الروائي والمؤرخ المصري جمال الغيطاني كان له رأي أخر فكان يعتقد أنه يشير إلي شخصية وهمية، ويظن بأن هناك علاقة بين إسم الأربعين والأسطورة الفرعونية أوزيريس الذي قطعه أعدائه إلي أربعين قطعة ووزعوها في أنحاء متفرقة في مصر ليقام محل كل قطعة بيت للعبادة.ويشير إلي إنتشار عدد كبير من الأضرحة في ريف مصر ومدنها تحمل إسم الأربعين وكلها تشير إلي أشخاص وهميين ليس لهم وجود.
وهكذا تتعدد الروايات حول صاحب الضريح الذي يتوسط أشهر ميدان في المدينة الباسلة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات