القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مومياء المرأة الصارخة فى الدير البحرى

208

رحاب الجوهرى

لا يزال العالم يقف عاجزا أمام حضارة المصريين القدماء ومع كل اكتشاف جديد يقف العقل طويلا مندهشا مما وصل إليه الفراعنة ومرض واد عرفه الطب المصرى القديم من خلال بردية الطب المصرى (إيبرز) يقال فيها (عندما تفحص رجلا يعانى من آلام فى معدته ويعانى من آلام فى ذراعه وصدره فهذا مرض(واد) ويجب أن تقول له إن الموت يقترب منه) مرض واد يعنى النوبة القلبية اى ان هذا المرض يسبب الوفاة المفاجئة

وجدت مومياء المرأة الصارخة فى خبيئه الدير البحرى عام 1881..يلا نقول و نعرف حكايتها
لم يتم التعرف على المومياء بالرغم من المكتوب على اللفائف حولها (الابنة الملكية والأخت الملكية ميرت أمون) فهى مومياء واضح على وجهها رعب والكثير من الألم ووجدت المومياء على شكل غير العادى فرأسها مائل للجانب الأيمن ومفتوحة الفم وساقاها مثنية وملتفة عكس باقى الموميات وبما اننا عندنا في التاريخ أكثر من أميرة اتسمت بميرت أمون حيث كان اسم شائع جدا معناه (محبوبة أمون) منهم ابنة رمسيس الثانى الاسرة ال 18 وابنة سقنن رع الاسره 17 فالسؤال المطروح من صاحبة المومياء ولماذا تحنطت بهذا الشكل؟؟

يرجع الفضل إلي الدكتور زاهى حواس ودكتور سحر سليم ومشروع دراسة المومياوات الملكية حيث تم ادخال المومياء تحت الأشعة المقطعية ليتضح لنا حقيقة المومياء وأنها حازت عناية كبيرة من المحنطون حيث تم أزالة الأحشاء وتم تجويف الجسم ووضع مواد معطرة بالداخل ولكن بسبب ظروف الموت فلم يتمكن المنحطون من استقامة جسد الأميرة ولم يتمكنوا من اغلاق الفم كما المعتاد فما السبب؟

اتضح لنا سبب الوفاة من الأشعة المقطعية أن الأميرة كانت مصابة بمرض تصلب شرايين القلب وكذلك شرايين الطرفين السفليين والساقين والرقبة اى أنها مصابة بهذا المرض بدرجة كبيرة شديدة

استنتاج دراسه المومياء أنها ماتت فجأة بنوبة قلبية فجأة على وضع الجسد بهذا الشكل وبسبب ميل رأسها لليمين أدى إلى ارتخاء عضلات الفك فادى إلى فتح الفم بهذا الشكل
وظلت متوفاة عدة ساعات على هذه الوضعية قبل اكتشاف جسدها فأدي ذلك لتيبس العضلات والمفاصل فلم يتمكن المحنطون من اغلاق الفم او استقامة المتبعه ف الاسره ال 17 اى من اممكن ان تكون ابنه الملك سقنن رع وليست ابنه رمسيس الثانى

وبالوصول إلى هذه النتائج العلمية يمكن القول إن فريق العمل قد نجح فى حل لغز هذه المومياء المجهولة، والتى أثارت حيرة وتساؤلات المتخصصين لسنوات طويلة لما أحاطها من غموض وأسرار، فقد تم دفن المومياء بخبيئة المومياوات الملكية بالدير البحرى، لكنها لم تكن ملفوفة بلفائف الكتان الأبيض الفاخر كعادة المومياوات الأخرى، بل كانت ملفوفة بجلد الماعز والذى كان يعتقد بأنه غير نقى فى مصر القديمة، كما وجدت يديه ورجليه مربوطتين بحبال من الجلد، كما أنه لم يتم تحنيطه على الإطلاق بل وتم الاكتفاء بتجفيفه فى ملح النطرون ثم صب الراتنج بداخل فمه المفتوح.

كما أن وجود علامات شنق على رقبة الرجل المجهول Eتتطابق مع النص الموجود ببردية مؤامرة الحريم والتى تسجل قصة المؤامرة على قتل الملك رمسيس الثالث.

وعند فحص مومياء الملك رمسيس الثالث ضمن أعمال المشروع ظهرت أدلة جديدة عن حياة الملك ووفاته تفيد بأنه توفى فى الـ 60 من عمره وأنه كان يعانى من التهاب بالمفاصل، لكنه لم يتوف نتيجة لكبر سنه، فعند الفحص الدقيق لمنطقة الرقبة بالأشعة المقطعية تنبين أن شخصا ما كان قد فاجأه من الخلف بطعنه فى الرقبة بسلاح حاد ومدبب كالخنجر، وقد وصل عرض الجرح البالغ فى الأنسجة لـ35 مم وامتد بعمق حتى وصل لنهاية الفقرة الخامسة وحتى الفقرة السابعة من فقرات الظهر، قطع الجرح جميع الأعضاء الموجودة بمنطقة الرقبة بما فيهم البلعوم، القصبة الهوائية، والأوعية الدموية الأساسية.

الأشعة المقطعية أظهرت أيضا أن المومياء احتفظت بجميع التمائم التى وضعها المحنطون داخل اللفائف الكتانية، حيث تم العثور على تميمة على شكل عين ودجات والتى ترمز لعين حورس، وقد تم وضعها على حافة الجرح الموجود بالرقبة باعتبارها رمزا للحماية والشفاء، حيث إنها تمثل عين حورس التى جُرحت فى إحدى المعارك بينه وبين الإله سيث، وتم شفاؤها بمعجزة من قبل الإله دجحوتى، وتم وضعها من قبل المحنطين بداخل الجرح متمنين شفاءه فى الحياة الأخرى، كما أظهرت الأشعة المقطعية وجود أربعة تمائم تمثل أبناء حورس الأربعة بداخل اللفائف الكتانية عند منطقة الصدر لحماية المومياء.

وسجلت قصة المؤامرة على الملك رمسيس الثالث تفصيلا ببردية مؤامرة الحريم والمعروضة حاليا بالمتحف المصرى بتورينو، حيث تحكى البردية عن قتل الملك رمسيس الثالث بتخطيط من زوجته الثانية “تى” وابنها الأمير بنتاؤر، وتقول البردية إن المتآمرين اشتملوا على قادة فى الجيش المصرى وعدد من الجنود والخدم بالقصر، إضافة إلى نساء من حريم رمسيس الثالث ومجموعة من السحرة، كما سجلت البردية أنه قد تم القبض على المتآمرين دون أن تسرد لنا أحداث المحاكمة كما أنه لا يظهر من خلال النص أى معلومة تفيد ما إذا كان رمسيس الثالث قد قتل بالفعل أم لا، فلا نجد معلومة قاطعة فى النص بل نجد عبارة تقول “لقد انقلب المركب الملكى” و إشارة للملك بأنه “الإله العظيم”. هذا الغموض أدى إلى اشتعال مجادلات بحثية بين الدارسين إلى أن بدأ مشروع المومياوات المصرية.

يذكر أن مشروع المومياوات المصرية وما يحويه من دراسات علمية يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات كاملة تشمل جميع المعلومات التشريحية الخاصة بكل المومياوات المعروضة والمحفوظة بالمتحف المصرى .

قد يعجبك ايضا
تعليقات