القاهرية
العالم بين يديك

٢٠٢٠ خارج التوقعات

244

كتب د. محمد صلاح
عام ١٩٩٩ كنا في انتظار عام ٢٠٠٠ ومن عاش هذا الوقت يتذكر جيدا موضوع صفر الكمبيوتر كما يتذكر الكثير من الحكايات والروايات حول القرن الجديد وما ينتظرنا فيه من عجائب ودخلنا القرن الجديد لنعيش السرعة في كل شئ ومرت علينا أول عشر سنوات واتجهت فيها شهية الشر نحو الحرب فشاهدنا أحداث غير متوقعة منها ١١ سبتمبر وحرب افغانستان واحتلال بغداد وبدأت ٢٠١٠ لتعلن عن مرحلة الثورات في العالم لنعيش موجة الثورات العربية التي غيرت وجه العالم وحدث فيها اللي مكانش يخطر على بال وبدأنا ٢٠٢٠ بإعجاب غريب من الرقم فقط وبدأت موجة من وباء كورونا مما قد يشير إلى بداية عشرة أعوام من الأوبئة .
وبعد أن مضى ٢٠٢٠ وقبل أن يبتعد يمكن القول أنه العام الأغرب في القرن ال ٢١ حتى الآن فقد شهد أكبر نسبة إصابات وصلت ٧٨ مليون ووفيات مليون و٧٠٠ الف من جراء انتشار فيروس كورونا الذي ركز في أصاباته أكثر على دول الفئة الأولى ولم يفرق بين دول متقدمة وأخرى غير متقدمة و ظهرت تداعياته على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للجميع حيث أدى الإغلاق الجزئي أو الكامل على مستوى ١٥٠ دولة إلى خسائر تقدر ب ٤ تريليون دولار وانخفض سعر النفط إلى أقل مستوى له وظهر للفيروس مؤشر إيجابي في انخفضاض التلوث البيئي إلى أقل درجة له .
وكم دمعت قلوبنا ونحن نتابع انفجار بيروت الذي بلغت خسائره الاقتصادية أكثر من ٨ مليار دولار وقفز بمعدل الفقر في لبنان من ٢٨ % إلى ٥٥ % ومع استمرار المفاوضات والمناورات حول سد النهضة وإعلان أثيوبيا اكتمال المرحلة الأولى من ملء السد شاهدنا فيضانات السودان التي احدثت تدميرا في ١٠٠ الف منزل وأثرت على حياة نصف مليون مواطن من أهلنا بالسودان الشقيق كما التهمت الحرائق في استراليا١٨٦ الف كيلو متر من الغابات كما اشتعلت النيران في مساحات واسعة في لبنان وسوريا . كما شهد أيضا العديد من المفاجآت السياسية مثل خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي واحتجاجات أمريكا لمقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية واعتراضات الشعب الأمريكي على نجاح بايدن وخروج ترامب من البيت الأبيض كما شهد العام خسائر اقتصادية بارزة في قطاعات السياحة والطيران وأرباح كبيرة في شركات المجالات الإلكترونية والمستلزمات الطبية كما رحل عدد من الشخصيات العربية المهمة منهم محمد حسني مبارك والسلطان قابوس والأمير صباح الأحمد الجابر عام يمضي وعام يأتي أحداث ملتهبه تبقى في الذاكرة لفترة سريعا ما تمحوها أحداث جديدة أكثر إشتعالا حفظ الله مصر وحفظ جيشها العظيم .

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات