القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

علي البديوي يكتب:-الرشوة السبب الرئيسي في فساد المجتمع 

307

كتب:-علي البديوي

أنتشرت في مجتمعنا ظاهرة وآفة قديمة وليست بحديثة تسيطر علي المجتمع بأكمله وبكل طبقاته وفئاته الا وهي ظاهرة “ألرشوة”حيث لا يكاد اي مجتمع أن يخلو من هذه الظاهرة القديمة الحديثة فالرشوة نوع من اهم انواع الفساد الكثيره التي تسيطر علي المجتمع بأكمله فأذا فشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فمما لا شك فيه أنه مجتمع فاسد محكوم عليه بالعواقب الوخيمة وبالهلاك المحقق،

ومن الممكن تعريف الرشوة على أنها إعطاء شيء معيّن لشخص ذي سلطة ونفوذ معيّن من أجل قضاء أمر معين دون وجه حق كتيسير شخص لمعاملة مخالفة للقوانين، أو تنصيب شخص في منصب ما غير مؤهل أو مستحقّ له مع وجود من هو أكفأ منه، وهي محرمة في الإسلام لما لها من آثار سيئة تعود على المجتمع، ولما فيها من ظلم لصاحب الحق وهي قيام شخصٌ بدفع مبلغٍ من المال لموظفٍ ما من أجل الحصول على حقّ ليس له، أو بهدف التهرّب من واجب عليه القيام به، فهي طريقة غير مشروعة لكسب المال باستغلال المنصب أو المركز أو المكانة الاجتماعيّة،

ولقد اقتحمت الرشوة الكثير من الجوانب في المجتمعات المختلفة حتى لم يكد يسلم منها مجال من المجالات، ولا سيما فيما يسمى بدول العالم الثالث. فهناك الرشوة في الحكم، فيقضي الحاكم لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم مَن ليس من حقه أن يتقدم ويؤخر الجديرين بالتقدير والتقديم، أو يحابي في حكمه لقرابة أو جاه أو رشوة أكلها سُحتًا. كما تكون الرشوة في تنفيذ الحكم أيضًا،

الرشوة آفة خطيرة تفتك بنيان المجتمعات وتعرضها لخطر الفساد والتخلف والهلاك، فالمجتمعات التي تسيطر المادة الجشعة على أفرادها وولاة الأمر فيها، تضيع فيها الحقوق وتهدر فيها الفرص الكبيرة وتغيب عنها الكرامة الإنسانية، وتظهر المظالم والمطامع، وتتعطل كثير من أمور الحياة، إذ إنها لا تسير إلا برشوة متفق عليها بين الراشي والمرتشي، وبات الأمر يحدث جهارًا نهارًا لا خجل منه ولا حياء، ولا أحد يلقي بالًا لعواقب الرشوة الوخيمة على الفرد والمجتمع أيضًا،

وتعد اخذ الرشوة خيانة للامانة والمنصب الذي يعمل به حيث

تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان،فالواجب على هذا الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل المطلوب منه لينال بذلك رضا الله تعالى وإصلاح المجتمع، أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد المجتمع واختلال نظامه وتفكك نظامه وأواصره.

قد يعجبك ايضا
تعليقات