القاهرية
العالم بين يديك

علمُ الغيبِ بين تُرَّهاتِ المنجمينَ وحكمِ الدينِ

343
سلسلة حلقات
بقلم/ حمادة توفيق
(1) ..
قبل كشفِ اللثامِ عن نبوءاتِ نوستراداموس وبابا فانغا وليلى عبداللطيف، تعالَ عزيزي القارئ نتعرفْ على النجوم من حيث المعنى، ثم نُعرّجُ سريعاً على حكم الدين في الموضوع.
البرجُ يا صديقي هو الزنارُ، أو هو مجموعةٌ من الكوكبات التي تنتقل من خلالها الشمس، والقمر، والكواكب عبر السماء.
إذ لاحظ المنجمون هذه الكوكبات وربطوها بأهمية خاصة، وطوروا نظام الاثني عشر برجًا بمرور الوقت: (الحمل، والثور، والتوأمان، والسرطان، والأسد، والعذراء، والميزان، والعقرب، والرامي، والجدي، والدلو، والحوت)، اعتماداً على اثني عشر برجاً من الأبراج التي تُعتبرُ ذاتَ أهميةٍ في التنجيم.
حملَ الثورُ جوزةَ السرطـانِ ..
ورعى الليثُ سنبلَ الميـزانِ !
ورمى عقربُ بقوسِ الجديِ ..
نـزحَ الدَلوُ بـِركةَ الحيتانِ !
وتشتركُ علاماتُ الأبراجِ الغربيةِ والفيديةِ في الأصلِ وتقليدِ التنجيم، وبالتالي فهي متشابهةٌ جداً في المعنى، ومن ناحية أخرى، كان تطويرُ الأبراجِ مختلفاً في الصين، على الرغم من أن الصينَ لديها نظامٌ يتكونُ من اثني عشر علامة (سميت بأسماء الحيوانات)، إذ تشيرُ الأبراجُ الصينيةُ إلى دورة تقويمية نقية، حيث لا ترتبط الكوكبات بها كما هو الحال بعلم التنجيم الغربي أو الهندي، ويعتبر اختيار الاثني عشر علامة متأملاً للتفاعل بين الشمس والقمر الذي يُعد مشتركاً بين جميع أنواع التنجيم.
اعتمد غالبيةُ المنجمينَ الغربيينَ في عملهم على الأبراج الاستوائية التي تفصل السماء إلى اثني عشر قطعة متساوية، وتتكون كل واحدة منها من 30 درجة، حيث تبدأ بالنقطة الأولى وهي برج الحمل، وهي النقطة التي يتقابل فيها خط الاستواء السماوي الأرضي ومسار الشمس (مسار الشمس خلال السماء) في نصف الكرة الشمالي الاعتدالي الربيع، وبسبب مبادرة الاعتدال، حدث تغيير طفيف في طريقة دوران الأرض في الفضاء، وليس لعلامات الأبراج في هذا النظام أية علاقة بالكوكبات التي لها نفس الاسم، ولكنها تظل مرتبطة بالأشهر والفصول.
ويستعملُ أصحابُ التقاليدِ الفلكيةِ الفيديةِ وبعضُ المنجمينَ الغربيينَ الأبراجَ الاستوائيةَ، ويستخدمُ البرجُ نفسَ دائرةِ البروجِ المقسمةِ بالتساوي، ولكنه يظل مرتبطاً بمواضع الكوكبات الملحوظة مع نفس اسم علامات الأبراج.
وتختلف الأبراج الانتقالية عن الأبراج الاستوائية من خلال ما يسمى بالـ ayanamsa، والذي يزيد من انجراف الاعتدالات، وعلاوة على ذلك استخدم بعض المنجمين الذين يستخدمون تقنيات فلكية انتقالية الكوكبات غير المتساوية فعلياً للأبراج في عملهم.
وتجدر الإشارة إلى أن ما يُعتمد من الأبراج اليوم يتضمن اخطاءاً كثيرةً بحيث حتى مع افتراض صدق توقعات التنجيم فإن تلك الأخطاء تجعل مواقع وعدد الأبراج ونسبة البرج إلى اليوم مغلوطة كلها، مثلاً في الحقيقة يجب أن يكون هناك 13 برجاً وليس 12 برجاً، وذلك بسبب تقدم الاعتدالين الذي يحدث بسبب مركز دوران الأرض (الذي يسبب الليل والنهار) ومركز دوران الأرض حول الشمس (الذي يحددُ مضيَّ كل سنة) وهما في الحقيقة ليسا متعامدين، فكلاهما يبعد عن الآخر بـ (23.5) درجة وهذا يحصل بسبب ميلان مركز دوران الأرض، وهذا الميلان يؤدي إلى حدوث الفصول الأربعة لدينا.
وهناك أيضاً مدة قصيرة 18.6 سنة ناتجة عن طريق حركة مدار القمر حول الأرض وهي غير محسوبة ضمن الحسابات التقليدية للأبراج، بينما القمرُ له أيضاً تأثيرٌ صغيرٌ على الحركة البدارية، حيث أن الانتفاخ الاستوائي للشمس هو السبب الرئيسي للحركة البدارية للاعتدال.
يعني ذلك أن الشخص الذي ولد في برج معين سيتغير برجه بعد 18 سنة، كما أن تواريخ الأبراج ببداياتها ونهاياتها أيضاً تختلف تماماً إذا ما أخذت علمياً بنظر الاعتبار.
قد يعجبك ايضا
تعليقات