القاهرية
العالم بين يديك

سقوط

117

كتبت _ سالي جابر

عندما تلتف روحك بسياط الصقيع، ويذوب كبريائك كذوبان الثليج في حرارة الشمس، وتسقط الدموع المتحجرة في المآقي تجد في هذا السقوط مفر من بركان الكتمان.
حينما تتقد القوة في قلبك، فلا تخشي من قول لا، ولا تخاف من السؤال لماذا، وتُسقط ذكرياتك السيئة في بئر عميق، تجد في هذا السقوط حياة.
حينما تسقط زخات المطر وقت شروق الشمس متلألئة بألوان قوس قزح، تجد في هذا السقوط جمال.
ما أجمل أن نعترف أن أحيانًا يكون في السقوط حياة، فيه بداية جديدة، به عِبرة،وأن ليس كل سقوط ألم، فلا داعي أن نُسقط أحزاننا علي مرآة أيامنا، لنسقط في بئر الحزن، ونغرق بين أمواج خيبات الأمل.
نحزن علي كسر الكأس الذي نحب عندما سقط من بين أيدينا، وقد نبكي عليه، إلي أن يأتي وقت نستطيع أن نُجمله بإضافة قطعة من البهجة إليه فتعيده إلي الحياة؛ إنما أجمل.
عندما نحزن علي كسر الزهرية التي نحب، قد نجد من الورود ما يستطيع تجميلها لتعود بصورة أفضل، فالكسر يُجبر، والسقوط أحيانًا يُعلي، والحياة لا تنتهي، ربما نتألم برهه من الوقت، ربما نحزن؛ لكن الحزن ليس دائم .
عندما نسلك كل الدروب ولا نتوفق نعتبرأنفسنا نسقط من علي مائدة الحظ، نسقط من فوق سحاب الأمل، وتغوص أقدامنا في وحل الضجر، إلي أن يأتي الخير، ودائمًا ما يأتي الخير، فأحيانًا يكون في السقوط حياة فلا داعي لضجيج الخوف.

قد يعجبك ايضا
تعليقات