القاهرية
العالم بين يديك

يوم استثنائي

342

بقلم دكتورة سلوى سليمان
ذهبت لإحدى معارض الكتاب، رغم امتعاضي من الزحام.. إلا أنني لم أُقاوم رغبتي في أقتناء بعض الكتب..
وحين دخلت إحدى صالات العرض شعرتُ ببالغ الامتنان لمجيئي ، وأنا وسط خضم عالم الكتب والكتاب الذين أثروا الحياة بعلمهم وفكرهم ، وقفت أتأمل عناوين الكتب المرصوصة بعناية وترتيب يبهر العين ويزيد الرغبة والشغف ويجعلك تتمنى لو تقتني كل ما هو موجود من كتب وروايات وبدأت اقلبها ، ووددت لو أحظى باغلبها بل جميعها تلك المعروضة بشكل انسيابي دقيق يدل على عراقة وفخامة ما تحتويه من حروف وكلمات ومعلومات وقصص وخبرات ، ومشاعر انسانية .
تملكني احساس بالنهم وأنا أقرأ غلاف كل كتاب على عجل .. واحترت أيها أختار..وبدأت اتنقل من عنوان لآخر ، وقاطع انبهاري وانسجامي بائع الكتب حين سألني عن أي نوعية من الكتب تبحثين ،فأنا أستطيع أن أساعدك كنت أريد أن أقول له هل تستطيع أن تنتقي لي بعض كتب أنيس منصور ، ويوسف إدريس ،روائع نجيب محفوظ وابداعات احمد توفيق وبعض كتب غسان كنفاني وجيران خليل جبران وأحلام مستغانمي،ومحمود درويش الحالم ،وفيكتور هوغو، ومقدمة ابن خلدون ، وروايات شكسبير ،وروائع فاروق جويدة .. ولكني توقفت وفضلت أن أغوص بمفردي داخل الكتب مستكمله بحثي عَلي أجد ضالتي.

وحقيقة لفتتني بعض العناوين وأسماء الكُتّاب فأخذت أقلب الكتب وأقرأ المقدمة، ومن كتاب لآخر ، وما هي إلا دقائق ،وجدتني التقط كتب مختلفة العناوين والمحتوى .
أخذت اتفحص محتواها و ملخصها ، وما لفت نظري ما تحتويه من رسائل إنسانية هادفه ،تنم عن أعمال أدبية عبقرية يحواها عالم الأدب ، وجدت غلافها يتفق مع سياق ملخصها والبعض الآخر لا يتفق.

واخيرا انهيت جولتي وقدأصبح لدي كيس مُكتظ بالكتب .. المفعمة بالأحداث والمعلومات والمشاعر شعرت أنني اُحمل بمعاناة كتاب تكبدو السهر والوقت حتى أخرجوا لنا بنات أفكارهم ، شعرت بالرضى وأنا أتخطى الجموع مغادرة المعرض بكل سعاده.

اعرف أن ما اقتنيته من كتب مُثقل بالأحداث والمآسي والعواطف،، شعرت أنني أحمل بين يديّ صراعات لا نهاية لها…وانتظر حتى اختلي بنفسي فالتهم جميعها.

أحضرت فنجانا من القهوه وأخذت مكاني بجانب النافذة ،والوقت ليلا والسماء ممتلئة بالنجوم والأجواء تشع دفئا ،نثرت الكتب أمامي متئملة اياها فأي منهما أبدا ..وجدتني التقط واحدا منهم، وغرقت في صفحاته وذهبت إلى عالم حالم يخلو من اي ضجيج وظليت اقرأ لوقت لا أستطيع تحديدة حتى غلبني النعاس…..

قد يعجبك ايضا
تعليقات