بقلم د/سلوى سليمان
نستخدم في حياتنا مفاهيم كثيرة يجد البعض منا لبث في تحديدها ، فقد يكون المفهوم معقد ، أو هناك اختلاف في وجهات النظر ، أو الخلفية المعلوماتية لمحلل المفهوم .
وعند تأمل الإبداع بشكل مبسط نجده منحة الله سبحانه وتعالى للإنسان وتكمن داخل عقله الممتلئ بالكوامن الأخرى ،ويعني إعمال هذه القدرة لتقديم أفكار جديدة ، فكلَّما أبْدع أنتج، وكلما ساهم بابداعه تقدمت الحياة؛ فبالسعي، والثقة بالنفس والإدارة الناجحة لإمكانياته، وبما لديه من طاقة يصل الى تحقيق الابداع .
ونحن بلا جدال أمام إشكالية التعريف لهذا المفهوم لانه ظاهرة معقدة الأبعاد ،وكما يقول الكسندرو روشكا AL-Rosca: “من الصعب أن نجد تعريف للإبداع محدد ودقيق، ومتفق عليه في الوقت الحاضر، خصوصاً أنّ بعض التعريفات التي جاءت تشير أنه ظاهرة معقَّدة الأبعاد ،وبعضها يؤكد أنه استعداد أو قدرة على إنتاج شيء ما جديد، وذي قيمة، و أخرى لا ترى في الإبداع استعداداً أو قدرة بل عملية يتحقق من خلالها نتائج مبهرة خلالها، وهناك من يرى أن الإبداع حلٌّ جديدٌ لمشكلة ما، أمّا معظم الباحثين فيرون أنّ الإبداع هو تحقيق إنتاج جديد، وذي قيمة من أجل المجتمع”. وتأسيساً على ذلك توصل روشكا إلى تعريف مطاطي ألا وهو : “أن الشكل الأساسي لعلاقة الإنسان الفعالة بالعالم الخارجي هو النشاط، بينما الشكل الأساسي للنشاط الإنساني هو العمل في مجالاته المتعددة ،كالعامل، والفنان، والعالم،والسياسي والمفكِّر، والمهندس… إلخ، وفي هذه المجالات يظهر الإبداع ويتجلّى”. فالإبداع اذن هو النشاط أو العملية التي تقود إلى إنتاج يتصفُ بالجدّة ،والطلاقة والمرونة والأصالة، والقيمة من أجل المجتمع، أما الإبداع بمعناه العام (الواسع) فهو إيجاد حلول جديدة للأفكار، والمشكلات، والمناهج” وبمعنى أبسط كل جديدٍ في أي ميدان من الميادين يُسمّى إبداعاً.
ولحل الإشكالية توصل جيلفورد ( Guilford) إلى أن الإبداع يتوقف ظهوره في شكل سلوك إبداعي على ما لدى الفرد من صفات إثارية وطبيعية .
و الإبداع لا ينحصر في مفهومٍ واحدٍ قد يختصر ما يُشير إليه، بل يتعدّاه إلى مفاهيم مختلفةٍ وأقاويل غير محصورةٍ توجد بكثرةٍ فيه، وقد أشار الكاتب البريطانيّ الشّهير براين الديس إلى أنّ الإبداع هو الجزء الرئيس في حلّ المشاكل التي قد تواجه المرء، في حين أنّ المؤلّف البريطاني كين روبنسون يرى أنّ الإبداع هو جزء لا يتجزأ من أساسيّات الحياة العلميّة كالقراءة والكتابة والعلوم.
اخيرا….كل الناس في اعتقادهم أنهم يعرفون أهميّة الإبداع ،لكنّهم يجهلون مفهومه السّليم، فالإبداع من أبرز المزايا العقليّة التي فضل بها الله سبحانه وتعالى الإنسان على غيره من المخلوقات، وقد ساعدت تلك الميزة البشريّة على تطور الحياة منذ أقدم العصور عن طريق حل المشكلات، وإيجاد الطرق لسد الاحتياجات الأساسيّة وتوفير إمكانيّات الرفاهية، ودعم الكفاءة وزيادة الثقة بالنفس ، وامداد المجتمع بأشخاص مبدعين يساهمون في تقدمة ورقية .
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- ظاهرة غريبة تضرب المجتمعات العربية: بين الأصالة والاغتراب
- انقلاب سفينة شحن في ميناء إسطنبول بسبب تحميل غير متوازن
- عيد النصر في بورسعيد
- محافظ الغربية يشهد سلسلة متنوعة من الفعاليات والأنشطة ضمن المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الانسان .
- صعوبه مبالغ كراسات الاسكان الاجتماعي الحالي تحجم شباب بورسعيد من الاستفاده منه
- عمارة يتفقد مقر مجلس مدينة الأقصر وقاعة المؤتمرات الدولية
- المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب: تعزيز ثقافة القراءة وإبداع الأجيال الجديدة
- تهنئة قلبية بعيد ميلاد الدكتور حسن محمد
- عصام عمر بين الدراما الرمضانية والسينما: من بطولة مطلقة إلى أدوار محورية
- محافظ بورسعيد يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري بميدان الشهداء احتفالا بالعيد القومى الـ68 للمحافظة.
السابق بوست
القادم بوست
قد يعجبك ايضا
تعليقات