القاهرية
العالم بين يديك

نبذه عن أبو الأسود الدؤلى ” الجزء الأول “… إعداد / محمـــد الدكـــرورى

217

من سادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدثيهم ومن الدهاة حاضري الجواب، وهو كذلك عالم نحوي وأول واضع لعلم النحو في اللغة العربية وهو الذى شكل أحرف المصحف، ووضع النقاط على الأحرف العربية بأمر من الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وهو من وضع النقاط على الأحرف العربية وأول من ضبط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم، وقد ولد قبل بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وآمن به لكنه لم يره، فهو معدود في طبقات التابعين، وقد صحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي ولاه إمارة البصرة في خلافته، وشهد معه وقعة صفين والجمل ومحاربة الخوارج، ويُلقب بِلقب ملك النحو لوضعه علم النحو، فهو أول من ضبط قواعد النحو، وكانت مساهماته في تأسيس النحو الأساس الذي تكوَّن منه لاحقا المذهب البصري في النحو، وقد وصفه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء بقوله كان من وجوه شيعة علي، ومن أكملهم عقلا ورأيا، وكان معدودا في الفقهاء، والشعراء، والمحدثين، والأشراف، والفرسان، والأمراء، والدهاة، والنحاة.

وحاضري الجواب، والشيعة، والبخلاء، والصُلع الأشراف، وهو ظالم بن عمرو بن ظالم, وقد ولد في الكوفة ونشأ في البصرة, وهو من سادات التابعين، ويروى بأن حديثا دار بينه وبين ابنته، وهو ما جعله يهم بتأسيس علم النحو وذلك عندما خاطبته ابنته بقولها ما أجمل السماء ” بضم اللام لا بفتحها ” فأجابها بقوله ” نجومها” فردت عليه بأنها لم تقصد السؤال بل عنت التعجب من جمال السماء, فأدرك حينها مدى انتشار اللحن في الكلام، وهو أبو الأسود الدؤلى الكناني، وقد اشتهر بأعماله العظيمة، وهو أحد رجال محافظة البصرة، وكان قدومه إلى البصرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويذكر أنه كان أعلم علماء عصره في كلام العرب، وكان يعيش مع قومه بني الدئل جنوب مكة المكرمة فلم يدخل المدينة إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نهل فيها من العلم الشرعي حيث أخذ الحديث عن عدد من الصحابة منهم الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقال أبو عمرو الداني، قرأ القرآن الكريم على عثمان بن عفان، وعلي بن أبى طالب، وقرأ عليه ولده أبو حرب ونصر بن عاصم الليثي، وحمران بن أعين، ويحيى بن يعمر.

وقد هاجر إلى البصرة بعد الفتح في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وسكن فيها وله بِها مسجد باسمه، وقد حصلت له بالبصرة حوادث مع بني قشير من هوازن منها أنه قال لهم “ما في العرب أحب إليَّ طول بقاء منكم” قالوا له”ولِمَ ذاك؟” قال “لأنكم إذا ركبتم أمرا علمت إنه غي فأجتنبه وإذا اجتنبتم أمرا علمت أنه رشد فأتبعه” وقد اختلف في اسمه ونسبه فقيل اسمه ظالم بن عمرو بن ظالم، وقيل ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل عثمان بن عمرو، وقيل عمرو بن ظالم وقيل عمرو بن سفيان، وقيل عويمر بن ظويلم، وكانت كنيته أبو الأسود، وقد طغت كنيته على اسمه فاشتهر بها، علما بأنه لم يكن ذا بشرة سوداء، وليس له ولد اسمه أسود، وقد رضي أبو الأسود لنفسه هذه الكنية، لأن اسمه ظالم، وهو إسم ثقيل على السمع، مع أنه يتنافى مع مكانته الاجتماعية وكونه قاضيا يتصف بالعدل، فأبعد اسمه عن نفسه حتى لا يؤثر على المظلوم، وكانت والدته هي الطويلة من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار

بن معد بن عدنان، العبدرية القرشية، وقد أسلم أبو الأسود الدؤلي في حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من أنه أدركه فهو من التابعين وليس من الصحابة، إلا أنه ورد المدينة المنورة، وسمع من بعضهم، وكان قومه بنو الدئل بن بكر حلفاء لقريش ضمن عقد صلح الحديبية وهم الذين عدوا على خزاعة وكان ذلك سبب فتح مكة من قبل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد شارك في العديد من النشاطات الدينية والاجتماعية والسياسية، وقد اجتمع العلماء والفقهاء على ذكائه وتعقله، وعُرف عنه حسن التدبير، و قد تتلمذ الكثير من الأشخاص على يديه منهم عطاء وعنبسة بن معدان الفيل المهري وميمون بن الأقرن ويحيى النعماني ونصر بن عاصم الليثي الكناني، كما كان أبو الأسود الدؤلي شاعرا ينظم الشعر وله العديد من القصائد وله ديوان شعري، وكان يُلقب أبو الأسود بِلقب ملك النحو لوضعه علم النحو، فهو أول من ضبط قواعد النحو، وقد روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري وأبي موسى الأشعري وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود والزبير بن العوام وعبد الله بن عباس.

وعمران بن حصين ومعاذ بن جبل، وقد تميّز أبو الأسود الدؤلي بأعماله، وقد أسس قواعد اللغة العربية، حيث خاف على الناس من الوقوع في اللحن والغلط في قواعد اللغة العربية، وإن اللغة العربيّة تتميز اللغة العربية بأصالتها وقدرتها التعبيرية، ومقدرتها الفريدة على الوصف والتشبيه بدقّة ومرونة بالإضافة إلى البلاغة، فكل كلمة باللغة العربية لها معناها وبلاغتها، وهي لغة القرآن الكريم، حيث اختارها الله لتكون اللغة التي يخاطب بها خلقه جميعا، ويعتبر نزول القرآن باللغة العربية معجزة أزلية لعدم تمكن أحد من الحديث بنفس البلاغة التي نزل الفرآن بها، وكما تنزل بالكتاب العزيز فى سورة الحجر ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” ومع انتشار الدين الإسلامي بسبب الفتوحات الإسلامية دخل العديد من الأعاجم وغير العرب بالدين الإسلامي، وتم أيضا نشر الثقافة والشعر والعلوم والبلاغة العربية في جميع أرجاء العالم، ومع ازدياد عدد المسلمين من غير العرب، أصبحت هناك حاجة ملحة لتعليمهم اللغة العربية قراءة ومحادثة ليتمكنوا من قراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى تدبر معانيه وفهمها.

وللأسف فقد واجهتهم العديد من الصعوبات، منها الحاجة إلى وضع قواعد خاصة لبيان الحركات والهمزات وكيفية لفظها، وضرورة وجود نقاط لتميز الحروف المتشابهة، ومن هنا قام علماء اللغة العربية بتعديل اللغة العربية على مرحلتين، وهى مرحلة النحو، وتتعلق هذه المرحلة الوضع بوضع حركات ونقاط معينة لبيان معنى الكلمات من ناحية القواعد النحوية، ويعتبر أبو الأسود الدؤلي هو أول من قام بتحديد قواعد النحو بعد طلب الخليفة علي بن أبي طالب منه ذلك، فقام بوضح الحركات للدلالة على أماكن الفتح والضم والكسر والجر والنصب، لتسهيل عملية النطق، وأيضا تنقيط الحروف وتشمل المرحلة الثانية عملية تنقيط الحروف وذلك لتسهيل القراءة وتمييز الحروف المتشابهة، حيث قام ناصر بن عاصم وهو أحد أهم علماء اللغة بوضع النقاط الأساسية على حروف اللغة العربية، وذلك بعد طلب الحجاج بن يوسف الثقفي أثناء ولايته على مدينة بغداد، حيث يرجح العديد من المؤرخين أن السبب في تنقيط اللغة العربية، أن أعجميا جاء لزيارة الحجاج بن يوسف الثقفي من أجل أن ينشد له أبياتا من الشعر والمدح، إلا أنه قام بإلقائها بطريقة مضحكة جدا، لأن الكلمات لم تكن منقوطة، فقام الأعجمي بلفظها حسب ما ظنه صحيحا.

مما أدى إلى تغير في معاني الكلمات، وهذا الأمر الذي سبب غضبا كبيرا لدى الحجاج بن يوسف، وأمر حراسه بجلده ومعاقبته، فقام نصر بن عاصم بالطلب من الحجاج ان يصفح عن هذا الأعجمي، فطلب منه الحجاج أن يبتكر طريقة ما لمساعدة المتحدثين باللغة العربية وخصوصا من هم ليسوا عربا على قراءة اللغة العربية، فقام نصر بن عاصم بوضع النقاط في أماكن متفرقة على الحروف العربية لبيان كيفية لفظها، ولهذا كان أول من وضع قواعدها، وأنهج سبلها، ووضع أقيستها، وقد تولى إمارة البصرة في عهد الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه، وشهد مع الإمام علي موقعة صفين والجمل والكثير من المعارك، وقد وضع طريقة خاصة لضبط كلمات المصحف الشريف، حيث استخدم فكرة الألوان المُخالفة، وضع الحركات والتنوين على الجمل، وضع نقطة فوق الحرف ليدل على الفتحة، ونقطة تحته ليدل على الكسرة، ونقطة على يسار الحرف للدلالة على الضمة، ونقطتين فوق الحرف، أو على يساره للدلالة على التنوين، أمّأ بالنسبة للحرف الساكن فتركه دون أي نقاط، وفي تلك الفترة لم يستعمل هذا الضبط إلا في القرآن الكريم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات