القاهرية
العالم بين يديك

ليل الجدار …كتبت /نورهان الطاهر

365

صامدون صامتون نهدهد جراحنا بيد أمان مبتورة .
خُلقنا هونا، وعشنا هونا، وسنرحل هونا ..لم نؤذِ ولم نصيح بأوجاعنا.
هل عشت يوما كونك زاوية غرفة خَرِب مصباحها.!
أن تعيش أمد الدهر صلبا مظلما،
أن تكون أمان من لا أمان له دون أن يؤمنك أحد..
(الوطن الذي ان رحلت تَهَجَروا، )
وإن رحلوا تيتمت بأعين بكاها صمتها.
الخوف المنبعث من أنفاسهم المتلاحقة في أحضانك ترك بصمته اللاهثه فبات دخانا يخنق وحدتك،
عجز حركتك كبل صياحك،
و أنين روحك يدوي وسط صمت المكان،
أنت عمود السجن وعصا السجان،
وأنت حائط غرفة الجدة الحنون،
أينما أقاموك صمدت وصمت.
أود أن أحكيك شيئا؛
أعرف سرك الصغير،
لا تخف لن أخبر أحدا أنك ترتعش كل صباح فرحا بشروق الشمس وغناء العناد بالخارج،
ولن أريهم بصمات خيبات الأمل التي تعتليك كل مساء،
عجزت كثيرا عن تفسير حالك ليلا فلم أرى جدارا يسوء حاله مثلك،
فكرت كثيرا وفي النهاية لم أهتدِ إلا كونك تحن لرفقاء سهرك القدامى،
أو على الأقل تشتهي سهرات حافلة من جديد.
أتعلم!
أنا أيضا أخاف الوحدة،
و قرأت يوما أن الخوف مقبرة الأحلام..
أنا لا أريد أن أموت الآن، ولا أن تموت أحلامي،
ولكني عاجزة أمام كوني أخاف .
ربما خوفي وعجزك هما وجهان لنفس العملة التي جمعتنا.
لن أعدك بأنى لن أرحل،
ولن أكذب بدعوتي لك أن تفيض بدموعك أمامي،
ولكني على الأقل لن أسقيك كأس عبراتي كما الجميع ولن أختبئ خلفك عقب خيباتي
سوف لن أنسى حزنك الناضح على سطحك،
و سأغني لك من قلبي أغنيات تهدهد وحدة روحك، وتترك لك صدى يؤنس وحشتك
علنا نعيد بريقك من جديد…

قد يعجبك ايضا
تعليقات