بقلم أحمد محمد عيد
ولد الشيخ محمد محمد عيد المعروف باسم الشيخ كامل نوار في قرية الحجايزة، بمركز ومدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في 1928/4/21 م.
نشأ الشيخ كامل نوار وترعرع في ربوع قرية الحجايزة، وتعلم في كتاتيب القرية؛ فأتم حفظ كتاب الله في سن مبكرة، وكان نظره سليمًا حتى أصيب بمرض في عينيه، واستُخدِم في علاجهما علاجًا شعبيًا خاطئًا أثّر عليهما بالسلب؛ فأخذه جده إلى طبيب أجنبي كان مقيمًا بالزقازيق فعالجه العلاج المناسب بحقنِهِ حقنة في عينيه، وأخبره أنه لا بد أن يحقن مرة أخرى بعد ثلاثة شهور، فلما تحسن نظره اعتقد أهله أنه قد برأ من مرض الذي أصيب به في عينيه فلم يذهبوا به إلى ذلك الطبيب مرًة أخرى، وبعد فترة عاوده المرض وازدادت عليه الآلام بشدة فذهبوا إلى ذلك الطبيب فوجدوه قد غادر مصر، وبحثوا عن ذلك العلاج أو البديل عنه فلم يجدوا فانتكست حالته.
وخلال تلك الفترة العصيبة التي مرّ بها من شدة الآلام أنشأ كُتّابًا في القرية لتحفيظ أطفال القرية القرآن الكريم، وتعليمهم أحكام التلاوة والتجويد، وقد نبغ من هؤلاء الأطفال عدد كبير.. فمنهم من أصبح سفيرًا، ومنهم من أصبح مهندسًا، وكذلك من أصبح طبيبًا، ومنهم من أصبح قياديا في أماكن مرموقة وفي مجالات مختلفة.
قرأ القرآن في المناسبات المختلفة بالقرية والقرى المجاورة، وذاع صيته في تلك القرى، وبدأ في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في المناسبات والاحتفالات الدينية المختلفة التي اشتهر بها في ذلك الحين.
طمح الشيخ أن يكون قارئا معتمدًا بالإذاعة المصرية؛ فحمله طموحه للانتقال إلى القاهرة أو ما يجاورها، وبالفعل انتقل الشيخ من قريته بالسنبلاوين إلى مدينة الجيزة في عام 1963 م، فرحب به الناس وسعدوا به وأعجبوا بصوته، وذات يوم سأله أحد وجهاء الجيزة عن اسمه فأجابه كامل محمد عيد الجزار (نسبة إلى المهنة التي اشتهرت بها عائلته)، لكن هذا الرجل رأى أن هذا اللقب “الجزار” لا يتناسب مع هذا الصوت الجميل، وما لبث أن انطلق إلى كبرى المطابع ليطبع له علبتي كروت شخصية تحمل الاسم الجديد” كامل نوار”.
تقدم الشيخ محمد محمد عيد بطلب إلى لجنة الاختبار بالإذاعة المصرية، واجتاز الاختبارات بنجاح واعتمد مبتهلاً دينيًا في عام 1972 م، ومن وقتها وهو يشارك في الإذاعة الخارجية لشعائر صلاة الفجر، وجاب أنحاء وأرجاء القطر المصري مع إذاعة القرآن الكريم حيث شارك مشاركة فعالة في البرنامج الجماهيري الأشهر في تاريخ الإذاعة المصرية وهو الأمسية الدينية.
وفي عام 1973 م اعتمد بالتليفزيون المصري إبان انتصارات حرب أكتوبر المجيدة وسجل العديد من حلقات البرنامج الشهير وقتذاك (الفن الشعبي).
اعتمد قارئًا للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية في عام 1978 م، وأصبح واحدًا ممن اعتمدتهم الإذاعة المصرية قراء للقرآن الكريم ومبتهلين في آنٍ واحد.
عاصر وزامل العديد من قراء ومبتهلين العصر الذهبي لدولة التلاوة المصرية.
تزوج الشيخ ورزقه الله بثمانية من الأبناء (ثلاثة ذكور وخمس إناث).
تطور مرض عينيه، وتألم من عينيه كثيرًا، وأصبح الخطر يؤثر على صحته؛ فنصحه أحد أصدقائه وكان مديرًا لمعهد الرمد بالجيزة بإستئصال عينيه حتى يزول عنه الألم تمامًا، وبالفعل استجاب لنصح صديقه واستأصل عينيه في عام 1975 م.
وبعد رحلة عطاء قضاها في خدمة القرآن الكريم وفي مدح سيد المرسلين توفي الشيخ كامل نوار وانتقل في يوم 1984/1/11 عن عمر ناهز الـ 56 عامًا تاركًا وراءه مكتبةً حافلةً بالتسجيلات.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من خدمات لكتاب الله تعالى.