القاهرية
العالم بين يديك

عسل مر

337

بقلم: سالي جابر
أحزان مستترة تتجسد في صداع يهجم علينا كجيوش النمل، كالصقيع في البراري، تهزمنا الأحزان وتذوب فينا كما يذوب الملح في الماء، يختفي فيه؛ لكنه يتركه أُجاجًا لا نستطع تحمله.
ماذا بعد؟!
ماذا بعد أن تعيش وحيدًا؟!
تنهال علي نفسك بالتهم واللوم، تجلد نفسك وتعذبها!
هل يكفي ذلك لتستريح من آلامك؟!
أم تمد يدك لتُلقي في جوفك من سُمِّ الحياة كؤوسًا لتتخلص من هذه المأساة؟!
الحزن لا ينتهي، والمأساة تتكرر وفي كل مرة نخرج السيف من غمده لنضعه حول أعناقنا.
نعم؛ نحن من يفعل ذلك عندما نترك أنفسنا لنفس لوامة، لا تكف عن النحيب، لا تخفي عنا عيوبنا، ولا تسترها عن الآخرين
كم مرة وجدت نفسك تلهث وراء سراب، تلاحقه ثم يذوب ويختفي كما تختفي عنا الشمس لحظة الغروب .
وها هي الأحلام الباهته تمثلها لحظة الغروب، تُشْرقُ وتُضئ، تتوهج وتزداد ضراوة ثم فجأة:
تحول السماء لألوان برتقالية رائعة، تنثر الفضة علي الماء، تُشعرك بجمال يفوق الخيال
بعد أن كنت تعيش في سحر أبيض، تتركك كرقعة خالية واهية وترحل إلي أن يتكرر الموقف، وأنت لا تتغير.
أما تتعلم مما مضي؟!
أما تأخذ من هذه العَبرة عِبرة؟!
دع لنفسك العنان لتحلم؛ لكن ضع حدود لهذه الأحلام تتناسب وقدراتك حتي لا تتحطم أنت مع هذه الأحلام.

قد يعجبك ايضا
تعليقات