بقلم_سعاد مباشر
أطولُ طريقٍ مشيته على الأقدام؟
أطرقتْ تُفَكِرُ، لا تتذكرُ لكثرةِ المراتِ ربما، أو لكثرة الطُرق.
ثم إنه كيف يُقاس هذا الأمر؟ أيُقاسُ كالمعتادِ بالكيلو والمتر؟ أم بمقدارِ ما شاهدت ورأيت من أحداث وأشخاص وصور؟ أم بمقدارِ ما سافرت به وفيه النفس من أحوال؟ ما هذا السؤال؟
لا بأس، أذكر مرتين أو ثلاثة كان للمشي أثر عميق في نفسي، محملةً -كنتُ- بالمشاعر وكأن هذه الطرق التي مشيت عبرها وتُهت فيها ازاحت عني هذا الثُقلَ.
أم ذلك اليوم وأنا أمشي أيضاً وأذكر وأستغفر و أستشعر الغفران قد تنزل عليّ بالبرد والسلام؟
وذلك الطريق والشارع الساكن الذي أسلكه عادة كي اذهب للمنزل، كأن الملائكة تقيم به.
قصة لم تكتبها بل أحياناً تحاول الخروج من صفحاتها وتقفز وتصرخ، ولا يُجدي نفعاً، فأنت فيها عالق إلى أن تقبل وتفهم ومنها تتعلم وتجتاز، ومن ثم تهدأ وترى الأمورَ ببعضِ الوضوحِ الجميلِ الذي يُمَكِنُك بعد أن تكون نضجت قليلاً وكَبرت من إمساك القلم وبداية قصة أخرى بما تريد.
ولكن لتكن فيها شجاعاً متحملاً مسؤولية ما كتبت واخترت ولن تستطيع وقتها لوم أي أحد.
أقول، عن أطول طريق مشيت، إنها الرحلات بالداخل المنعكسة صورها بالخارج وهو سفر الانسان وتنقله بين الأحوال.
فتتسعُ نَفسهُ من الداخل ويتقوى البدنُ وتنفتحُ الروحُ، فيرى ذلك على أرض التجلي، فيقابل المزيدَ من الناسِ والأحداثِ، وينفع ليتسع ويتسع لينفع، وقد يقابل رفقاء ليمشوا سويا بالداخل او الخارج أو هما معاً.