القاهرية
العالم بين يديك

خاطرة سحر الكلمات

340

بقلم: شروق صالح
كلمة بسيطة ذات قدرات خارقة خرجت من بين شفاه أحدهم، سحبتني داخل دوامة الماضي؛ فتوقف الزمن لبرهة، ووقفت حائرة في مكاني، متسائلة داخلي عن أية ردة فعل أفعلها.
هل أبتسم كما كنت أفعل سابقاً؟ أم أقابله بالصمت؟ أم أغيِّر أطراف الحديث؟ ترى ما عساي أفعله؟!

في الحقيقة أتعجب من هذه القدرات الغريبة التي تمتلكها الكلمات، وكيف باستطاعتها استرجاع الذكريات في لحظةٍ وفتح صناديق الماضي السحيق الذي وضعته في أعماق قلبي، وخشيت النبش فيه أو تذكر أي حرف، كي لا تطعنني وتجدد آلامي من جديد.
فبالرغم من أنها ذات يوم كانت السبب في إسعادي إلا أنها الآن سبب ذلك النزيف الداخلي الذي لا يراه أو يشعر به أحد غيري.

حقيقةٌ مهما أنكرناها، وهي أن الذكريات السعيدة قد تقتل صاحبها أكثر من الحزينة؛ وذلك إما لاختفاء أصحابها أو لتحولهم لأشخاص لا تعرفهم، ونظل نحيا على أطلال الماضي الذي نحاول محوه من ذاكرتنا، لكنه محفورٌ داخل قلوبنا وعقولنا كأنما نُحِت على الصخر.

قد يعجبك ايضا
تعليقات