القاهرية
العالم بين يديك

حكاية رغيف

359

كتبت نورهان حسام

كنت أتتبع اختفاءهم واحدا تلو الآخر من الكيس، ورغم البرودة التي كنت أشعر بها في الخزانة المثلجة المظلمة، إلا أنني كنت أخاف النور في الخارج، لا أحد يعود إلى الكيس مرة أخرى، هل لجمال ما بالخارج أم لوحشته؟ لا أدري..أوشك الكيس على النفاذ، وأنا التالي، ترى ماذا سيحدث لي؟!
سمعت صوت باب الخزانة ينفتح، ويد بشرية تدور فيها تبحث عن شئ ما، حتي وجدت ضالتها في الكيس خاصتي، انتزعتني بشدة لالتصاق الثلج بي، لحظات..ووجدت نفسي في جهاز غريب، يشع حرارة شديدة، أذابت الثلج المتراكم علي، في البداية، أحسست بالسعادة؛ فما عدت أشعر بالبرودة، حتى لسعتني الحرارة وأحرقت جزءا مني، تعالى صراخي وانبعث مني دخان كثيف، تناولتني يد بشرية في سرعة، وألقت بي في صحن لونه جميل، هدأت سخونتي، وبدأت أشعر أطرافي تتصلب، خاصة ذاك الجزء المحروق، شعرت بالوهن؛ فلطالما كنت لينا، لماذا جعلوني صلبا هكذا؟!
طالتني يد بشرية أخرى، ولكنها قطعت جزءا مني هذه المرة، انتزعت الجزء اللين، ثم ألقت بأشلائي باشمئزاز على الطاولة، وأمرت أحدهم بالتخلص مني، والذي رماني بدوره في كيس أسود كبير ممتلئ بالأشياء الفاسدة، وكل يبكي على ما فقد منه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات