القاهرية
العالم بين يديك

جبر الخواطر على الله

142

بقلم السيد عيد

جبر الخواطر المنكسرة وتضميد جراح القلوب المنهكة والحزينة هي صفات لا يتحلى بها سوى أصحاب القلوب النقية الرحيمة، فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى لنكون عونًا لبعضنا البعض ولنخفف حزن وهم البائسين، وطمأنة قلوب الخائفين، والتعامل مع الناس برفق ولين فلا تنطق ولا تفعل سوى ما يرضي رب العالمين فالكلمة الطيبة صدقة .

الحياة بأكملها لا تساوي شيئ مقابل فرحة والديك أو أبنائك أو زوجتك أو اخاك أو صديقك أو أى بائس حزين عندما تقوم بجبر خاطرهم .
والأمثلة على جبر الخواطر كثيرة، منها الابتسامة التي هي صدقة، ومنها المسح على رأس يتيم، ومنها الصدقات بأنواعها، ومنها السلام، وجميل الكلام، وحسن الجوار، وكل فعل يدخل السرور على قلب إنسان كلها من جبر الخواطر، فجبر الخاطر قد يكون بفعل بسيط ولكنه عظيم، وكل ذلك عند الله له أجره الكبير.
تعالوا نجبر خواطر بعضنا البعض فجبر الخواطر لا يكلفك مالا ولا وقتا فقط ابتسموا في وجوه الناس ‘‘تبسمك في وجهك اخيك صدقة‘‘.

من القصص المأثورة عن جبر الخواطر والمنتشرة على السوشيال ميديا
أن امرأة مرت بجانب طفل حزين ومكسور الخاطر وبيده عود يرسم به على الأرض. فشفق قلبها عليه وسألته ماذا تفعل يا صغيري هنا. قال: أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء.فابتسمت وقالت له: هل يمكن أن آخذ قطعة منها وكم ثمنها. نظر إليها وقال: نعم أحتاج فقط عشرين درهما. المرأة أعطت الطفل العشرين درهما وبعض الحلوى وذهبت.وفي ليلتها رأت في المنام أنها في الجنة ..جبرت بخاطر طفل حزين فكان جزائها من الله الجنة تاجرت مع الله فما أربحها من تجارة .

اجبروا الخواطر وراعوا المشاعر وتلطّفوا بأفعالكم ولا تؤلموا أحدًا وقولوا للناس حُسنًا.. فجبر الخواطر صدقات موزعة.
لاسيما إنها أكثر عبادة مهجورة ولن تكلفك إلا كلمة طيبة صادقة
تذيب بها جبلا من الحزن اجبر خاطر محتاج حتى لو كنت عاجزا عن مساعدته، بكلمة أو بنصيحة وإياك أن تشعره بعجزه وفقره اجبر خاطر من هم حولك دوما بأى طريقة تسعدهم واحنوا عليهم من ثم أصبحت الحياة صعبة جدا والنَّاس فيهم من حولته الظروف إلى قاس أو غليظ القلب أو جامح نحو الدنيا. فلنخفف وطأة الحياة بجبر الخواطر ..اجبر نفوسا كسرت وقلوبا جرحت لذلك لا تنسوا جبر الخواطر في حياتكم
جاوروا من يخاف الله، حاوروا من يحترمكم، وشَاوروا من يحبكم وصادقوا من يفهمكم، وابتعدوا عن الجاهل.
‏وإياكم وصحبة اللئيم فإن الفضل معه عقيم، واتخذوا من الطيبين خِلان يجازوكم الإحسان بالإحسان.
‏اجبروا الخواطر، وراعوا المَشاعر، وانتَقوا كلماتكم فهناك قلوب تتألم وقولوا للناس حسنًا، وعيشوا أنقياء، فهذا نهج الأنبياء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات