القاهرية
العالم بين يديك

تأملات مستقبلية لسنة ٢٠٤٠

230

كتبت: هناء علي
الأن اقترب من بداية العقد السادس،
أيقظني ذلك الروبوت الغبي مبكرًا؛ فقد أعتاد أن يفعل ذلك كل يوم كما برمجته تماما .. لكنني اليوم متعبة جدًا وأطمع في المزيد من الراحة، لم يمهلني إلا خمس دقائق فقط حتي يحضر لي فطوري الذي أعده تبعًا للجدول الأسبوعي.. اليوم بيضة وخبز الشوفان مع القليل من الملح حتي لايرتفع ضغطي.
سئمت من ذلك الأفطار الصحي و اشتقت لتناول مزيجًا من الخبز الأبيض والجبن الرومي ،المربي والقشدة أو الكثير من النوتيلا..وكل الأطعمة اللذيذة التي أتحفونا بأنها السبب في كل أمراض العصر.
ارتديت ملابسي بسرعة استعدادًا للخروج وجلست أمام تلك الشاشة الضخمة بجدار الحائط الأيمن لغرفة المعيشة، اخترت كل طلبات المنزل من المتجر الإلكتروني ،ثم حددت للروبوت مهامه من تنظيف المنزل وإعداد الطعام بعد استلام الطلبات من المتجر.
غادرت المنزل وركبت سيارتي التي تقودني بضغطة زر إلى الموقع الذي حددته لها دون أدني مجهود مني ..فأنا لاأجيد القيادة .
وصلت إلى النادي لألتقي مجموعة من صديقاتي القدامي اللاتي شاركن معي السير لسنوات طويلة في ذلك الممشي ،
لقد استبدلوه الأن بأجهزة حديثة للمشي صغيرة الحجم غير مرهقة لكنني افتقد معها المتعة التي كنت أشعر بها سابقا،
ثم عدت الي منزلي لأتصفح كتبي علي شاشتي الضخمة واقرأها دون الحاجة لنظارتي المتطورة التي تغير اطاراتها تبعا لألوان ملابسي ..
تناولت طعامي المطهو ببراعة الذي يغنيني عن الذهاب للمطاعم فأنا أبرمج الروبوت علي الطبخة التي أحبها للشيف المفضل لدي.
قررت أن أخلد الي النوم فدخلت إلى غرفتي وارتديت سترة النوم الالكترونية وقناع الاحلام المزود بعدة برامج للتحكم في الأحلام وأخترت الشخصية التي أحب أن أقضي معها حلمي الليلة وحددت مكانًا للقاء ،ثم أغلقت عيناي وبدأت المتعة التي أجدها في أحلامي..ولا أجدها في يقظتي!.

قد يعجبك ايضا
تعليقات