القاهرية
العالم بين يديك

“بابُ القلب”

343

بقلم_سعاد مباشر

‎استيقظتُ بعد نوم أكاد أجُزم أنه سنين..

‎شعرت بأشياء غريبة ..

‎وجدتنى عارياً…

‎لا لم أكن عارياً فحسب بل؛ لم تكن أجزاء من جسدي موجودة كانت تاركة مكانها فراغ كأنها قطع بازل مفقودة

‎وجدتنى فاقداً لشئ، يشبه شعورك حين تعود إلي المنزل وتجده مرتباً ودافئاً ومريحاً وطعامك لذيذ ومحضر بعناية فعرفت أني فقدت “الأمان”….

‎ثم نظرت مرة أخري فلم أجد شيئا يشبه شعورك حين تتنفس بعمق وراحة وتبتسم وتسكن وتنظر بكل هدوء وود إلي كل شئ فعلمت أنني فقدت “السلام”…

‎ومن ثم تفقدت موضعاً فلم أجد

‎ذلك الشئ الذي يشبه الاحتضان لكل شئ وذلك الدفء الساري المطمئن وتلك الطاقة الباعثة المحركة فعلمت أنني فقدت “الحب”

‎وبينما أبحث عن ما فقدت أكثر وجدتنى لا أجد ذلك الشئ الذي يشبه طفلا يلعب بكل اندماج ولذة ونسيان لكل شئ فإذا هو” الشغف”

‎وجدتنى فارغاً….

‎فقمت لأمشي وأبحث عن قطعي المفقودة فوجدت دكاكين تبيع بعضا من هذا الأمان ..

‎وأخري تبيع الحب والسعادة …

‎وغيرها عندها ذاك الشغف…

‎فذهبت لآخُذَ منها ولكن ليس معي أي شئ كي ابتاع أيا منها، وليس لدي أي مال لأشتريها، فجلستُ وحيدًا حزيناً يائساً مطرقاً رأسي لأسفل…

‎فمرّ رجل من أمامي مكتمل الهيئة يشعُ بالنور ينظر إلي ويقول ما بك؟

‎فحكيت حكايتي…

‎فصمت.. وأشار إلي شئ بجسدي ثم اختفي…

‎فإذا بي ألمحُ ومضاً صغيرًا في صدري….

‎أمعنتُ النظر أكثر ومددتُ يدي فإذا بهذا الموضع ليس بفارغ وإذ بي أجدُ نورًا أوسع أري قطعاً بالداخل فإذا بها قطعي المفقودة…

‎فأعدتُ كل شئ لمكانه…

‎وجدتُ كلّ شئٍ بداخل هذا المكان الذي هو “قلبي”

‎ولم أعد بحاجة لأبتاع من هذه الدكاكين ولست بحاجة لقول “ولكنني ليس لدي مال لأشتري”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات