القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ماسح الأحذية “تلمع يابيه تمسح يا عم “

313

بقلم السيد عيد

بالرغم من الجو شديد الحرارة أو الجو شديد البرودة والامطار يجلس على الرصيف وأمامه صندوقه الخشبي الصغير الذى هو كل ما يملك والمعد لتلميع الاحذية أحذية سوداء .. أحذية بنية ..أحذية جلد طبيعي .. أحذية جلد صناعي ..برباط أو بدون “تلمع يابيه تمسح ياعم ”
ينتظر احد المارين ليعطف عليه ويوافق أن يمسح ويلمع حذاءه وبثمن بخس قليل .
مررت هذا الصباح ورأيت ماسح الأحذية اعرفه قديما يجلس فى ميدان حلوان بالقرب من المترو اقتربت منه ليلمع لى حذائي وجلست بالمقهى احتسي فنجان قهوتي الصباحية تجاذبت الحديث معه فقال لى انت ذاهب لمقابلة شخصية مهمة فاستغربت من كلامه وأصابتنى الدهشة فقال أنا أنظر إلى حذائك فأعلم من أنت هل مسافر لوجهة ما أم لا أو أنك تائه لا تدري أين وجهتك ، أنظر إلى حذائك فأعلم جيدا ونوعيته الإيطالية وأنك قلما تغادر سيارتك الفارهة .. أنظر إلى حذائك فأعلم أنك مطحون في طاحونة المواصلات العامة .. أنظر إلى حذائك فأعلم مهنتك .. أعلم أنك معلم تقف طوال اليوم على قدميك و لا تستريح ، أو أنك جندي و حذائك يمشي مشيته العسكرية ، أو أنك ساعي للبريد تجوب الطرقات وتطرق كل باب أو أنك موظف… أو أنك غنى أو فقير كريم أم بخيل فأنا كضارب الودع .. كقارئ الطالع .. ولكنني أقرأ الأحذية . أنظر إلى حذائك فأرى أتربة أو خدوش أو علامات أو آثار أعلم منها كل شيئ عن صاحب الحذاء .
أقرأ أحذية كثيرة منها حذاء الأستاذ فتحى الذى ينتظر صرف المعاش ولكن دون جدوى أجد حذاءه باكيا حزينا
أقرأ حذاء الجندى الذى يذهب للدفاع عن وطنه ولايعلم متى سيعود .
أقرأ حذاء موظفنا الكبير منذ أن كان موظف صغير فنحن
من الأشخاص الغير معترف بهم الا في مناسبات الحملات الانتخابية عندما ترق قلوب كبار السياسيين من زعماء الأحزاب والوزراء لحالنا نحن الفقراء، وبتواضع كبير يتحدثون إلى ماسح الأحدية.
اعلم أن من ستمد له رجلك ليمسح أوساخ حذائك أنه انسان مثلك قهرته الظروف في مجتمع لا يرحم وواقع مرير لا أحد يكترث بهم وكأنهم من خارج الزمن!
قبل أن تمد رجلك لماسح الأحذية فكر ألف مرة وتذكر أن في هذا العالم هناك أنواع عديدة من الماسحين للأحذية فقد تجد من يمسح لك حذاءك ويلمعه بأجر زهيد من أجل لقمة عيش زهيدة! وأن هناك من يحترف وينحني بخبث جبان ليلعق الأحذية ويمسح غرورالأسياد,ليس من أجل لقمة عيش..ولكن من أجل المصلحة الشخصية .

قد يعجبك ايضا
تعليقات