القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

فقر الطفل أم غذاء الدجاجة

224

بقلم السيد عيد

الكلام عن الفقر ليس امرا سهلا سواء كان مكافحته او تخفيفه، وهو موضوع واسع ومترامي الاطراف ربما لا يفضي الى شيء ولكنه ظاهرة معضلة وناقوس ينذر بالخطر.
هناك العديد من الأطفال التي اغتالتهم مخالب الفقر والضياع والتشرد والجهل والجوع والحروب والصراعات كما فى بعض الدول .

صحيح بأننا تربينا على مقولة بأن “الفقر مش عيب”ولكنني وجدت بعد كبرت أن الفقر عيب ونصف، فكثير من الأطفال أجبروا على التسول يأكلون فتات الخبز وتسربوا من التعليم
وأصبحوا فى أحضان الشوارع وبراثن الجريمة وأصبحوا بيئة خصبة لتفشى الأمراض والأوبئة .

غير أننا إذا ما نظرنا إلى واقع العديد من دول العالم، نجد أن حوالي ثلثي البشرية تقع في خانة الفقر فهو ظاهرة عالمية
عرفتها وتعرفها كل شعوب الأرض.
الفقر الناتج إما عن الوراثة أولعدم توافر فرص العمل أصبح وصمة عار في جبين النظام الرأسمالي العالمي فشله في القضاء على الفقر والجوع، حيث أخفق في تحقيق وعوده بحل مشكلة الفقر.

ما زالت هناك قصص موجعة ننتظر ان نقرأها ونرويها
المعلم يعاني ومضطر للعمل فى وظيفة أخرى لسد احتياجات
أسرته من مأكل ومشرب وملبس وكذلك الطالب الذى بات يتسرب ويترك التعليم حتى يؤمن قوت يومه هو وأسرته ومن ثم ولى الأمر الذى يعمل ليل نهار ليسد جوع أولاده ويلبى احتياجتهم من مصاريف مدارس ودروس وملازم .
أتذكر صورة لطفل فقير كان يلهو ويلعب مع دجاجة
ولكن هل يا ترى الطفل بالصورة هو من أكل طعام الدجاجة ؟
أم الدجاجة هي من أكلت طعام الطفل ؟!!!! أم أن الدجاجة تشاركه الفقر .
هل وصل به الحال الى ان فقد ثقته بالمجتمع حرم من أبسط حقوقه فى الحياة أمام تلك الإنعكاسات السلبية التى تودى به إلى عالم الفقر المرتبط فى كثير من الأحيان بالجريمة
فتجد الجريمة في الأحياء الفقيرة تنتشر أكثر من الأحياء الغنية، هذا حقيقي إلى حد كبير، ولكن يجب أن نعرف بأنه ليس كل الفقراء مجرمين وليس كل الأغنياء قديسين، ولكن يبدو بأن لدى الأغنياء محامين أفضل!
ولمجابهة الفقر لابد من الحث على العمل، وعدم الاتكال على الآخرين، وإيجاب أمر الزكاة في الأغنياء، والحث على كفالة الأيتام مع عمل برامج تستهدف مكافحة الفقر للمساعدة فى استمرار هؤلاء الأطفال فى التعليم .
لاسيما أن يكون هناك حلول استراتيجية وخطط فعالة لمواجهة الفقر سعيا للحد من فتك هذه الآفة وتحقيق السلام والازدهار للشعوب والمجتمعات .

قد يعجبك ايضا
تعليقات