القاهرية
العالم بين يديك

ومضات (3) هرمون المودة

273
بقلم د/سلوى سليمان
تمر علينا اوقات نشعر خلالها بالسعادة، واوقات أخرى نشعر بالضيق والحزن ، وكثيرا لا نعرف السبب ، ومنا لا يعلم أن المسؤل عن شعور الإنسان بالسعادة والفرح هو هرمون أوجده الله في جسم الإنسان يُسمّى الأندروفين ،ويسمى هرمون المودة… وهو عبارة عن مُركّب طبيعي كيميائي . هذا الهرمون متى ارتفع، شعر الإنسان بالسعادة والفرح، ومتى نقص، شعر بالحزن والاكتئاب … وهو يُسمّى بـ ( أكسيد الحياة ) فنفسيا يزيد الشعور بالأُلفة والسعادة ، ويقتل الألم ،يخلق جوا من النشاط والحيوية ؛ فيعطي مذاقا طيبا حلوا للحياة، وصحيا يرفع أداء النظام المناعي في الجسم.
ويمكنك أن تزيد، وتنشط هذا الهرمون داخلك بلمسات إنسانية بسيطة كاحتضان الأطفال، واللعب معهم، والانخراط مع أفراد الأسرة ،والأصدقاء في جلساتهم ، سواء لتناول الطعام أو مشاهدة التلفاز أو المناقشات العائلية ،ومن خلال القراءة والإطِّلاع,والضحك
ومساعدة الآخرين, إضافة أن تكون شخصا ناثرا
للطاقة الإيجابية فيمن حولك .
وعلى الجانب الآخر لا تجبر نفسك أن تتواجد مع اناس لا ترتاح لهم؛ لأنك لن تستمتع بالسعادة إﻻ إذا تقاسمتها مع ذوي الوجه البشوش دائم الابتسامة لين الحديث، إضافة إلى أنك ستكسب ودهم وحبهم تدريجيا.
فضلا عن أنه لا يوجد أحد لم يتعرض لضغوطات الحياة ؛لذا من الأحرى أن لا تدع ذلك يؤثر على علاقتك بالآخرين، وتحضرني عبارة ” أﺳﺎﻣﺢ ﻷﺭﺗﺎﺡ، ﻭأﺗﻨﺎﺳﻰ ﻷﺑﺘﺴﻢ ، ﻭأﺻﻤﺖ ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ أن أﺟﺎﺩﻝ، ﻭأﺗﻐﺎﺿﻰ؛ لأﻥ ﻻﺷﺊ ﻳﺴﺘﺤﻖ ، ﻭأﺻﺒﺮ ﻷﻥ ﺛﻘﺘﻲ باﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﺪﻭﺩ”.
ومع مرور الوقت، وكلما نضجت سوف تستصغر أمورا كثيرة كانت تستهلك طاقتك، ومشاعرك ، فالنضوج إذاً يجعلك تعيد ترتيب الأشياء، وتترفع عن أفعال بالكاد تؤرقك .
على أن تضع في الاعتبار أنك لن تحظى بحب الجميع فقلوب الناس ضيقة ، لذلك أكتفي بأن تحظى باحترامهم لك .
ومن هنا …. معا لرفع هرمون الأندروفين -هرمون المودة – ؛كي نحظى بالسعادة والحب والتسامح ، والابتسامة الدائمة في وجه الآخرين ، والعطاء بلا حدود ،وأن ننقي قلوبنا من الأمراض كالحقد والكره ؛ فالدنيا قصيرة ولن يبقى غير الكلمة الطيبة والعمل الصالح وردود الأفعال الإيجابية تجاه أى فعل طيب يقوم به الانسان من أجل اسعاد غيره ….

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات