القاهرية
العالم بين يديك

ومضات (2) الحرية الشخصية

277
بقلم /د. سلوى سليمان
مفهوم الحرية الشخصية أصبح مفهوما مطاطي لا حدود له ،يطوعه البعض وفق ما يتراءى لهم ،ووفق معتقداتهم ،لذا اتجه العلماء والباحثين إلى تحليلة وتقنينه؛ لإزالة النقاب عنه، ووضع حدود ومعالم واضحة له ، كي ينأى عن عبث البعض وتحريفه وضياع كينونته ؛ فالبعض يمارس الحرية بطريقة خاطئة تتسبب في الأضرار بالنفس، وبالآخرين وقد حدثنا الرسول (ص) قائلا “لا ضرر ولا ضرار ” ومعنى هذا ” أن الإنسان لا يجوز له أن يضرّ بنفسه ولا بغيره ، فأنت حر مالم تضر ، ويؤكد ذلك البروفيسور سليمان العقيل -أستاذ علم الاجتماع جامعة الملك سعود – قائلاً: “إنه على الرغم من أن الحرية تعد من أهم المكتسبات التي منحها الدين الإسلامي للمسلمين عامة، ولكنها في نفس الوقت حرية منضبطة بثوابت الدين، والعادات، والتقاليد، والأصول؛ فالحرية مسؤولية تتضمن في طياتها الموازنة بين المسؤولية الفردية والمجتمعية “
وقد عرفت الحرية في إعلان حقوق الإنسان الصادر عن الثورة الفرنسية عام 1789م بأنّها حق الفرد في أن يفعل كل ما لا يضرُ بالآخرين ،و يُطلق عليها اسم الحرية الاجتماعية أيضاً ويُشير مفهومها إلى طبيعة العلاقات بين أفراد المجتمع واحترامهم لبعضهم البعض، وحق الفرد في التصرف بالطريقة التي يُريدها وأن يكون حُراً ولكن دون أن يعتدي على حرية شخص آخر.
والوصف العام لهذا المفهوم هو حالة من الاستقلالية يعيشها الفرد يكون قادراً من خلالها أن يختار ويقرر ويفعل ما يريد في حياته الشخصية وأموره الخاصة من دون ضغوطات داخلية أو خارجية، ومن دون أن يؤذي الآخرين مادياً أو معنوياً أو حسياً، أو يتسبب في حدوث الضرر لهم.
ومفهوم الحرية يتخلله الذاتية في معالجة موضوع ما
ويعني ايضا التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهو يشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، والتخلص من الإجبار والفرض.
كما أن الحرية الشخصية للإنسان حق كفلته جميع الشرائع السماوية والقوانين البشرية، يجعل الإنسان يمتلك حق تقرير مصيره، وحق اتخاذ قراراته الشخصية، وحق التملك، وحق الكرامة وعدم الامتهان، وحق التعلم والتعليم، واختيار العمل، والاتصال والتواصل مع الآخرين، وكذلك حق البيع والشراء، والسفر والتنقل في الأرض، وحق اختيار المأكل والملبس، واختيار الزوج أو الزوجة.
واخيرا … لكل إنسان حرية شخصية وحق في ممارستها ، ولكن لا يجب استغلال هذا الحق في التصرف بلا قيود بأفعال غير أخلاقية مثل الاعتداء على ممتلكات الغير أو التسبب في ضررهم ؛ فمن حقك أن تعبر عن نفسك، وشخصيتك، ومُعتقداتك بطريقة إيجابية وأن تحرر نفسك، وتستقل من استغلال الآخر لك أو التلاعب بك …

قد يعجبك ايضا
تعليقات