القاهرية
العالم بين يديك

“الكورونا”تفشّي وباء – أم هو إبتلاء؟

314

كتب_الشريف أحمد
كثير من الناس ينظر إلى وباء الكورونا (كوفيد19) إنه فيروس خطر ويحاولون القضاء عليه داخل المعامل الطبية المختلفة في انحاء العالم وهذا جهد لابد الثناء عليه ونتمنى بل نرجو وندعو للعلماء في شتى العالم يجدون ضالتهم في إيجاد المصل لهذا الوباء الجائح ولكن .
البعض وللأسف هم كثير ينظرون إلي هذا الوباء عارض وسوف يزول دون الرجوع إلي الاصل وهو الرجوع إلى الله عز وجل بالتوبة من الذنوب والمعاصي شتى أنواعها .
قال تعالى : ” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” الروم الاية 41 .
لذا ابتُلاء البشرية جمعاء في مثل هذه الأيام العصيبة الشديدة ما يسمى بـ”وباء كورنا المستجد”، الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية وباء وجائحة عالمية، وإن هذه النازلة والفاجعة التي حلت على الناس أوقفت الحياة الطبيعية الاعتيادية للبشرية كلها، وجعلتهم يعيشون في حالة استنفار دائم، وهلع وخوف ووجل واضطراب، مما أدى إلى إغلاق كثير من المساجد على وجه هذه المعمورة، ومن قبل تم إيقاف صلاة الجمع والجماعات في كثير من مساجد الأرض كلها، دون النظر إلى أنه بلاء إلَهي – لذا كان لزامًا أن نقف أمام هذا الحدث الجلل والخطب العظيم وقفات شرعية، ونبين بعضًا من القضايا والمسائل المهمة .
الامر الذي يستعدي ان نتوب إلى الله عز وجل سوياً ونكثر من الاستغفار لأنه هو “الله” الملاذ والخلاص .
قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لقد كان في الأرض أمانان من عذاب الله، رفع الأول وبقي الثاني .
فأما الأول: فكان وجود رسول الله صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم بين الناس “وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم .
وأما الثاني : فهو {الاستغفار}
“وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”
وإن سبب المصائب والفتن كلها هي الذنوب والمعاصي :
وقد يتساءل كثير من الناس عن حقيقة البلاء والأسباب الموجبة لنزوله وكثرته، فما حلت ديارا إلا أهلكتها، ولا في قلوب إلا أعمتها، ولا في أجساد إلا عذبتها، ولا في أمة إلا أذلتها، ولا في نفوس إلا أفسدتها، فمن آثار وأخطار المعاصي والذنوب، أنها تزيل النعم بمختلف أنواعها وسبب لحلول النقم والمحن، فإذا كنت في نعمة فارعها بأن تستعملها في طاعة الله لا في معصية الله، قال تعالى: «وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون» النحل 84، فكم أزالت الذنوب والمعاصي حين تنتشر في الأمة من الأموال والأرزاق والأمن والعافية .
والذنوب سبب لجميع المصائب والبلايا: قال تعالى: «ومَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ» سورة الشورى الآية 30 .
ومن آثار الذنوب والمعاصي أيضا أنها سبب لسوء الخاتمة، فمن عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه، فالعبد العاصي قد تخونه جوارحه وقلبه ولسانه عند احتضاره وقرب وفاته، في وقت أحوج ما يكون لنطق الشهادتين، ولكن هيهات أن ينطق بها من لم يعمل بها في حياته بل عمل بما يناقضها من معصية الله تعالى. يقول الله تعالى: “فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون” الأنعام 44 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر) رواه أحمد .
وقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة) .
الختام :
من كان من أهل التقصير والزلّات في القول والعمل والخائضين في الشُبهات والشهوات والمتهاونين في الفرائِض والمتساهلين في الأمانات والمُطلقين ألسنتهم في أعراض الغافلين كحال عامة المسلمين من العصاة والفُسّاقْ المجاهرين فهذا نزول البلاء .
وينبغي على كل مؤمن أن يبادر بالتوبة وإصلاح الأعمال والبُعد عن أسباب الفتن والتمسُّك بالتوحيد والسُّنة والمشاركة في أبواب الخير على حسب الاستطاعة ومُصاحبة الصالحين ليختم له بخير وينجو في الدنيا والآخرة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات