القاهرية
العالم بين يديك

العلم والتكبر.. لا يجتمعان

259

بقلم السيد عيد
تعلم ما شئت أن تتعلمه اشتري بمالك ما شئت من الكتب
تفاخر هنا وهناك بما تعلمت وما عرفت وما أحطت.
ليعرف الجميع بأنك بحرالعلم،وترعة المفهومية ومنبع الثقافة، وموئل المعرفة، وخزينة الأسفار
ولكن وأمام كل هذه الهالة وهذا العلم الغزيرهل سألت نفسك يوما ما أثر هذا العلم فيك؟
وهل غيرعلمك من ذاتك شيئا؟
ما أثرها في أخلاقك وطباعك وصفاتك، هل غيرت منك شيئا؟ هل هدتك إلى مكارم الاخلاق ان العلم إذا لم يفعل شيئا من هذا فلا قيمة له ولا مقام ولا نفع.
تهذيب النفس شرطٌ أساسي لبلوغ المقامات الإنسانية العالية على ايه حال العلم والتكبرلا يجتمعان فالمتكبر تجده سليط اللسان مصطبغا بأبشع الكلمات ليتركك في حيرة من أمرك وليكشف لك ان العلم ليس مقياسا لتغيير الاخلاق فمهما قرأت من صفوف الكتب المتكدسة لديك فلن تعلمك معنى الرقى وسمو الاخلاق الا ان تقرأ لتهذيب النفس وسموها ومن ثم تجد المتكبر يرث خزايا من سبقه فهو خلف لاسوء سلف .
وهو ما جعلني أستحضرصوت العمدة في فيلم المجانين في نعيم وهو بيقول لاسماعيل ياسين “الضاحك الباكي” : يا سلام سلم على مخك البلالنط..يا بحر العلم..يا ترعة المفهومية..يا فيلسوف الحمير.
فقد أعماه كبره عن رؤية الناس في عينيه إلا صغارًا، وكذلك كان أسلافه المتضلعين كبرًا وبطرًا، وهكذا يفعل الكبْر بأهلِه
أما العالم المتواضع تجده لاحاجة له لفعل ذلك، سلوكه الجيد وتواضعه وأعماله هم من يتحدثون عنه، وحتى إذا ما تحدث عن نفسه، يكون هذا الحديث بمنتهى التواضع وانكار الذات.
ليس الخلل في المتكبر بذاته بقدر مل هو خلل في المجتمع في ظل الصبغة التي نعيشها وسط التركيز والنظر للمصلحة الشخصية وعدم تغليب المصلحة العامة لتفرز لنا الأنا المتضخمة التى نعانى منها جميعا .

قد يعجبك ايضا
تعليقات