القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

اول مساجد بنيت بمصر

342

كتب : د / احمد علي

ساعد في اعداد التقرير

مروه محفوظ – مصطفي محفوظ -مني حافظ

إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر و أقام الصلاة و آتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين[ سورة التوبة : الآية 18]

جامع سادات قريش

هو مسجد تاريخي يقع بمدينة بلبيس. أحد أهم المعالم الإسلامية، ويعتبر أقدم الجوامع بمصر. وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريماً لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر حيث استشهد من جيش المسلمين عدد كبير ممن ينتسبون إلى قبيلة قريش التي ولد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ودفنوا فيه.. ويذهب بعض المؤرخين إلى الاعتقاد بأن هذا المسجد هو أول مسجد بني في مصر وأفريقيا، قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط ومسجد الرحمة في الإسكندرية.

المسجد تم بناؤه على يد عمرو بن العاص سنة 18 هجرية، وتم تجديده في عهد الأمير مصطفى الكاشف سنة 102 هجرية، والمسجد مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتبلغ مساحته حوالي ثلاثة آلاف متر مربع وتم تجديد هذا المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة. تبلغ مساحة المسجد نحو 3 آلاف متر مربع، ويحتوي على 3 صفوف من الأعمدة الرخاميه، ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، ويأتي سادات قريش في المركز الـ 15 في الترتيب على مستوى العالم، باعتباره من أهم المعالم الإسلامية.

جامع عمرو بن العاص .

بني في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها. كان يسمى أيضا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع. يقع جامع عمرو بن العاص شرق النيل عند خط طول 31 13 59 شرق، وعند خط عرض 30 0 37 شمال

استنادا إلى الشبكة الإسلامية: «كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك علي يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري،. وهو الآن 120 في 110أمتار»

إبان الحملة الصليبية على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 هـ، خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص. عندما ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 هـ، فأعيد بناء الجامع والمحراب الكبير الذي كسي بالرخام ونقش عليه نقوشا منها اسمه.

وممن ألقى دروسا وخطبا ومواعظ في هذا الجامع:

الشافعي –  الليث بن سعد –  أبو طاهر السلفي  العز بن عبد السلام   ابن هشام صاحب السيرة.  محمد الغزالي. عبد الصبور شاهين –  أبي إسحاق الحويني – ياسر برهامي.  سعيد عبد العظيم.   محمد حسان.  عبد الرحمن عبد الخالق.  محمد العريفي.

ونقلا عن علماء التاريخ

بعد الفتح الإسلامي لمصر في غرة المحرم سنة 20 هجرية الموافق 8 نوفمبر 641 ميلادية أسس الفاتح الكبير “عمرو بن العاص” مدينة الفسطاط لتكون أول عاصمة إسلامية لمصر، وعندما أرسل له الخليفة “عمر بن الخطاب” – رضى الله عنه – ليبني مسجداً لإقامة شعائر صلاة الجمعة بني “عمرو بن العاص” هذا المسجد الذي سمي باسمه حتى الآن، وكان يعرف أيضاً بمسجد النصر … والمسجد العتيق … وتاج الجوامع، فكان بذلك أول مسجد في مصر وإفريقيا والرابع في الإسلام بعد مساجد المدينة (بناه الرسول – صلى الله عليه وسلَّم – في العام الهجري الأول) والبصرة (بناه عقبة بن غزوان – رضى الله عنه – عام 14هـ / 635م) والكوفة (بناه سعد بن أبي وقاص – رضى الله عنه عام 17هـ / 638م)

أشرف علي بنائه أربعة من الصحابة هم:

  • أبو ذر الغفاري
  • أبو بصرة
  • محمية بن جزء الزبيدي
  • نبيه بن صواب البصري

وقام بتحديد القبلة فيه جمهور من الصحابة – رضوان الله عليهم – مـنهم:

  • ربيعة بن شرحبيل
  • عمر بن علقمة القرشى
  • الزبير بن العوام
  • المقداد بن الأسود
  • عبادة بن الصامت
  • رافع بن مالك
  • أبو الدرداء
  • فضالة بن عبيد الله
  • عقبة بن عامر

وغيرهم من أجلاء الصحابة  الفاتحين، وافتتح بأول صلاة جمعة مباشرة فكان بذلك أول مسجد جامع في مصر والقارة الإفريقية ليخرج منه نور الإسلام والإيمان إلي باقي البلدان.

 

أنشئ هذا المسجد عام 21هـ / 642م علي أرض كانت حديقة تبرع بها “قيسبة بن كلثوم” وكان يشرف علي النيل، ومساحته وقت إنشائه 50 ذراعاً فى 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته “مسلمة بن مخلد الأنصاري” والي مصر من قبل “معاوية بن أبي سيفان” وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك علي يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري، وهو الآن120 فى 110أمتار ( أي حوالي 13200 متر ) ويعتبر أقدم أثر إسلامي باق حتى الآن في مصر والقارة الإفريقية.

 

شهد المسجد أحداثاً جساماً، كما شهد إهمالاً علي مدي تاريخه الطويل أهمها:

  • الحريق الأول الذي شب عام 275هـ / 888م وقام “خماروية بن أحمد بن طولون” بتجديده وتعميره.
  • الحريق الثاني وكان عام 564هـ / 1168م في عهد “شاور” وزير الخليفة الفاطمي “العاضد” وبعد ذلك بحوالي أربع سنوات أصلحه “صلاح الدين الأيوبي”
  • الزلزال المدمر الذي حدث عام 702هـ / 1302م وقد الحق بالمسجد ضرراً بالغاً فقام بإصلاحه “الناصر محمد بن قلاوون”.
  • الزلزال المدمر الثاني الذي هز مصر كلها الاثنين 15 ربيع الثاني 1413هـ / 12 أكتوبر 1992م وأصيبت بعض أعمدته وحوائطه بشروخ وتصدعات وقامت هيئة الآثار المصرية بترميمه.
  • إنهيار خمسين متراً من سور حرم الجامع ليلة الجمعة 13 شوال 1414هـ / 25 مارس 1994م وقامت هيئة الآثار بإقامة سور خرساني بارتفاع ستة أمتار حول الجامع ومرافقه.
  • في يوم الأحد الموافق 5 ذو القعدة 1416هـ / 24 مارس 1996م إنهار 150 متراً من سقف المسجد في الجزء الجنوبي الشرقي بإيوان القبلة، وقد أمر “الرئيس محمد حسني مبارك” بفك إيوان القبلة وإعادة البناء وتصويب الأخطاء المعمارية التي نتجت عن تجديدات “مراد بك” بعد ما عرض عليه الدكتور “عبد الرحيم شحاتة” محافظ القاهرة الحالة السيئة لهذا الإيوان.

ويشاع أن القبة الموجودة بالركن البحري الشرقي بالجامع بها قبر الصحابي “عبد الله بن عمرو بن العاص” – رضى الله عنه – وهذا غير موثوق به لأن المؤرخين اختلفوا في مكان دفنه، بل وفي سنة وفاته، ولم يرد ذكر القبر في أقوال المؤرخين والرحالة في العصرين المملوكي و العثماني.

لم يقتصر نشاط المسجد علي أداء الفرائض الدينية منذ إنشاءه .. بل كانت فيه محكمة لفض المنازعات الدينية، وكان به بيت المال.

ويعتبر المسجد أول جامعة إسلامية في مصر وإفريقيا تأسست علي يد الصحابي الكبير “عبد الله بن عمرو بن العاص” – رضى الله عنه – فقد ألقي فيه الإمام الشافعي دروسه عند قدومه لمصر، وبلغ عدد الدارسين فيه أكثر من ألفي طالب في عشر حلقات في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، وكذلك السيدة نفيسة رضي الله عنها .

وقد ذكر “السيوطي” أنه بلغ حسب تقدير بعض المؤرخين أن أكثر من مائة وأربعين صحابياً كانوا أساس “مدرسة مصر الدينية” وهي المدرسة التي كان مركزها “جامع عمرو بن العاص”.

وذكر “المقريزي” نقلاً عن “شمس الدين بن الصائغ الحنفي” أنه أدرك بجامع عمرو بن العاص بمصر قبل الوباء في عام 749هـ بعضاً و أربعين حلقة لإقراء العلم لا تكاد تبرح مكانه.

ومن أبرز تلاميذ جامعة وجامع عمرو بن العاص الذين تخرجوا فيه “الليث بن سعد” الذي أصبح بعد ذلك أستاذاً وفقيهاً به ثم صار إماماً .. بل كاد أن يكون صاحب مذهب خامس في الإسلام إلا أن أهله ضيعوه وضاعت مؤلفاته وفتاواه وتفسيره للقرآن الكريم، حيث قال فيه الإمام “الشافعي”:

الليث أفقه من مالك إلا أن قومه أضاعوه، وتلاميذه لم يقوموا به

وامتداداً لهذا الدور الثقافي والتعليمي للجامع توجد فصول تقوية مجانية ومكتبة بها العديد من أمهات الكتب والمراجع الدينية هذا بخلاف دروس العلماء الأجلاء الدكتور إسماعيل الدفتار خطيب الجامع والشيخ صابر سليمان إمام المسجد والشيخ عبد الحفيظ غزال والشيخ أحمد حسن والشيخ مصطفي اللاهوني والشيخ أحمد تميم والشيخ محمد أبو رواش والشيخ محمد مصطفي كما تعقد الأستاذة سميرة عمار للسيدات درساً في يومي الجمعة والثلاثاء أسبوعياً.

الجمعة الأخيرة من شهر رمضان

نشأ هذا التقليد أيام الدولة الفاطمية .. فقد كان الخليفة الفاطمي يسير بركبه للاحتفال برؤية هلال شهر رمضان ثم يستريح أول جمعة منه، والجمعة الثانية يؤديها في جامع الحاكم، والجمعة الثالثة في الجامع الأزهر، أما الجمعة الرابعة ففي جامع عمرو بن العاص، وظل هذا التقليد متبعاً حتى الآن، حيث يزدحم المسلمون في المسجد بالآلاف، ومنهم من يأتي من مختلف البلدان الأفريقية والآسيوية .

صفات جامع عمرو

عرف الجامع بعدة مسميات منها أهل الراية الأعظم، مسجد الفتح، وجامع عمرو، والجامع العتيق، وجامع مصر، وتاج الجوامع.

كما وصفه ابن دقماق قائلا : “إنه إمام المساجد، ومقدم المعابد .. وقطب سماء الجوامع .. ومطلع الأنوار اللوامع .. ومنزل قلادة البنيان .. وعقيلة بيوت الملك الديان .. وموطن أولياء الله وحزبه .. ومنزل أشياع الدين وصحبه .. طوبى لمن يحافظ على الصلوات فيه، وواظب على القيام بنواحيه، وتقرب منه إلى صدر المحراب، وخر لديه راكعاً وأناب، ومال إليه كل الميل، وجنح إلى حضرته في جنح الليل، وصرف همته لاجتناء ثمرة خيره، وأدرك فضيلة جامعته التي لا تحصل أبدا في غيره”.

قالوا عن جامع عمرو بن العاص

“كان يجب أن يكون جامعة أهلية، لأنه “أول مسجد جامع” بنى في مصر، و درسا فيه الشافعي والليث، وكان يجب أن يكون جامعة أهلية على الطريقة الإسلامية .. ولو مبسطة مثل الأزهر القديم.

الشيخ محمد الغزالي  الداعية الإسلامي

“كان جامع عمرو بن العاص مركز الإشعاع الوحيد في مصر الذي ينشر العلم ويدعو إلى الإسلام حتى أننا لا نكون مغالين إذا قلنا: إن إسلام الشعب المصري تحقق في ساحة المسجد العظيم – مسجد عمرو بن العاص – فهو لم يكن مجرد مكان لأداء الصلوات .. بل كان أشبه بخلية نحل تعمل داخله كل عناصر الدعوة وتبذل طاقاتها من أجل إسلام أهل مصر واستقرار  النصر الذي تحقق بفتح مصر على أرضها، فدخل الناس من بوابة الجامع العتيق في دين الله أفواجاً .. وجاهد الآئمة والدعاة لنشر الإسلام وتعريب لسان أهل مصر تأكيداً للرسالة الحضارية التي حملها الفاتحون المسلمون إلى كل بلد فتحوه، أو بتعبير أدق: أدخلوه في دين الله .. فهو أزهر قبل الأزهر”.

الشيخ الدكتور عبد الصبور شاهين الداعية الإسلامي

“إن مسجد عمرو بن العاص مسجد عريق يصل حاضر مصر بماضيها، ومنارة إسلامية، لها أعظم الذكريات وأمجد الآثار الإسلامية والفكرية للدعوة الإسلامية”.

الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم  رئيس جامعة الأزهر الشريف

“أعتقد أن هذا المسجد – مسجد عمرو – لم يأخذ حتى الآن حظه من الرعاية كالتي يجب أن يحظى بها وصلاً بحاضره مع ماضيه، وربطاً بدعوة الإسلام الأولى التي نهض بها هذا المسجد عند مشرق الإسلام في مصر، وهذا يدفعنا ألي أن نرحب بأي جهد يبذل في إعادة المسجد إلى مكانته اللائقة التي يعتز بها كل مسلم حينما يرى في هذا المسجد المنارة الشامخة للدعوة والطاعة”.

الشيخ محمد عبد الواحد أحمد وكيل أول وزارة الأوقاف السابق

“جامع عمرو بن العاص هو ذلك الأثر الذي يدلنا على فضل الله علينا بأولئك الأقوام من صحابة رسول الله الذين حملوا إلينا الإسلام وكانوا سبباً في نعمة الله علينا بالإسلام .. ثم إن الجامع هو بقعة مؤكدة الزيارة في البركات، لأنها كانت موطئاً لسجدات الصحابة المجاهدين كما كانت موطئاً لمجالسهم، وموطئاً لأقدامهم رضى الله عنهم ورضوا عنه”.

الدكتور إسماعيل الدفتار رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين وخطيب الجامع

“جامع عمرو بن العاص رضى الله عنه قامت فيه جامعة إسلامية منذ بنائه فهو أقدم جامعة إسلامية  في العالم”.

الدكتور مصطفي الشكعة  الداعية الإسلامي

إن الفترة التي قضيتها في جامع عمرو بن العاص كان فيها الجامع كابن لي.

الشيخ عبد الحميد رضوان خطيب مسجد الإمام الحسين السابق

“جامع عمرو بن العاص تاريخ مجيد يذكرنا بالماضي العريق .. ودار عبادة تطوف بها أرواح سلف صالح عظيم، وانطلاقة يمكن أن تؤثر وتوجه وينفعنا الله تعالي بها”.

الدكتور عبد الله عبد الشكور وكيل أول وزارة الأوقاف السابق

“اعتبر جامع عمرو مدرسة لأنه أول مسجد بُني في مصر والنافذة التي أطل منها الإسلام علي إفريقيا، والمكان الذي وحد قلوب المصريين، وجمع بينهم وبين أهل إفريقيا جميعاً، لأن الرواد الذين شيدوه أخلصوا لله في أعمالهم، وأدوا واجبهم حق الأداء”.

الشيخ منصور الرفاعى عبيد وكيل وزارة الأوقاف السابق

“جامع عمرو بن العاص أول مسجد أنشئ في إفريقيا .. ويعتبر الإطلالة الدينية التي نقلت الإسلام بكل ما فيه من تألق وحضارة إنسانية إلي إفريقيا كما يعتبر بمثابة مركز إشعاع الذي شَعَّ الإسلامُ من أروقته علي مصر بصفة خاصة .. وكل إفريقيا بصفة عامة.

وكان مسجد عمرو بن العاص بكل ما تجمع بأروقته من خيار الصحابة الذين رافقوا عمرو بن العاص وكان بمثابة المدرسة العالية التي نشرت علوم الإسلام في هذه المنطقة”.

الدكتور عبد الرشيد سالم وكيل أول وزارة الأوقاف السابق

“وحالياً يعتبر مسجد عمرو قلعة للثقافة والدعوة والإعلام بالإسلام معرفة وعملاً من خلال الأنشطة المتعددة في ساحته سواء علي أعواد منبره أو كرسي الدروس فيه، أو من خلال الأنشطة الاجتماعية المتصلة مباشرة بالحي الذي يحيط به خلال المقرأة ولجنة الزكاة وفصول التقوية وغير ذلك مما يدعم صلة المجتمع المسلم بهذا المسجد العريق”.

الشيخ محمود حبيب وكيل أول وزارة الأوقاف

“مسجد عمرو بن العاص هو جامعة إسلامية خَرَّجَتْ الكثير من مفكرى الإسلام علي مدي الحقب الماضية، وما زالت إلي يومنا هذا تبث الفكر الإسلامي الرشيد، وأرى أن تعتبره الدولة المسجد الرسمي لمصر لأنه يليق بهذه المكانة من حيث تاريخه العظيم، ومساحته الرحبة، وعمارته الهندسية التي تشبه إلي حد كبير الحرمين الشريفين، وحسبه أنه أول مسجد بُني في مصر بل في إفريقيا كلها، وأنه رابع مسجد جامع في الإسلام”.

الشيخ محمد عبد الفتاح عفيفي  خطيب مسجد النور بالعباسية

جامع عمرو بن العاص بدمياط

هو ثالث مسجد بني في مصر ويعد من أشهر مساجد دمياط وأقدمها أنشأه المسلمون بعد فتح المدينة عام 21 هجرية، تم بناؤه عام 642 ميلاديا علي طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة وبه كتابات كوفية وأعمدة يعود تاريخها إلى العصر الروماني. يطلق عليه أيضاً (مسجد الفتح) نسبه إلى الفتح العربي. قام بانشائه الصحابي الجليل المقداد بن الأسود في عهد عمرو بن العاص.

المسجد يتكون من قبة في وسطه، يحيط به أربعة إيوانات ويوجد بالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد وهو مدخل بارز عن جدرانه وبالقرب من الباب توجد قاعة المئذنة المربعة التي تهدمت إثر زلزال في العصور القديمة.

أعجب ما في تاريخ هذا الجامع أنه تحول من مسجد إلى كنيسة إلى مسجد بضع مرات. فحينما استولي (جان دي بريين)علي دمياط 1219 ميلاديا جعل هذا المسجد إلى كنيسة ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221 ميلاديا تحول لمسجد.

في عام 1249 ميلاديا حينما دخل لويس التاسع دمياط جعل المسجد كاتدرائية وأقام بها حفلات دينية عظيمة كان يحضرها نائب البابا ومنها تعميد الطفل الذي ولدته زوجة لويس التاسع واسمه جان ولقبته (ثريستان) أي الحزين لما أصاب ولادته من أهوال الحرب وما برح المسجد قائماً منذ جدده الفاطميون عام 1106 ميلاديا.

قامت المحافظة بالتنسيق مع المجلس الأعلى للآثار بعمل الترميمات اللازمة لهذا المسجد الأثري، بدأت وزارة الثقافة متمثلة في المجلس الأعلى للآثار بتنفيذ مشروع تطوير شامل لآثار مدينة دمياط بتكلفة اجمالية قدرها 66 مليون جنيه نظرا لما تواجهه المنطقة من زيادة في المياه الجوفية وتدهور في حالة آثارها. تم ترميم مسجد عمرو بن العاص والذي على غرار مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط وهو عبارة عن صحن مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة أي الرواق الجنوبي الشرقي وتم تجديده وزيادة مساحته عام 500 هجرية 1106م، ظل المسجد قائما بعد التجديد الفاطمي حتى 1250م حتى أصدر أمراء المماليك أمرهم بتخريب دمياط لكنهم أبقوا على هذا المسجد. كان المسجد يعاني من ارتفاع منسوب مياه الرشح بالمنطقة المجاورة، وقد بدا منذ عده سنوات مشروع لخفض هذا المنسوب وتقرر البدء في رفع ارضيه المسجد.

المسجد يضم ايوانات تحيط بالصحن المفتوح أكبرها ايوان القبلة وفيه عدد من الأعمدة المصنوعه من الرخام تعود الي العصر الروماني وتهبط قواعد تلك الأعمدة نحو ثلاثه اقدام تحت مستوي افريز الصحن. ويضم أيضا اعمده من الحجر القاتم والمرمر السماقي وقد تمت إعاده افتتاح المسجد أمام المصلين في يوم الجمعة 8 مايو 2009 والذي يوافق عيد دمياط القومى الذي يوافق انتصار شعب دمياط على الحملة الصليبيه بقياده لويس التاسع ملك فرنسا.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات