القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

المسجد المعلق أحمد بن طولون

300

كتبت _ تقى عبد العزيز

مسجد إبن طولون أو مسجد أحمد إبن طولون أو المسجد الطولوني هو أحد المساجد الشهيرة في القاهرة أمر بناؤه الأمير أحمد إبن طولون مؤسس الدولة الطولونية بمدينة القطائع و هي تقع حالياً بميدان أحمد إبن طولون بحي السيدة زينب بالمنطقة الجنوبية للقاهره و بسوره الغربي يقع المسجد صرغتمش الناصري و من ناحية شرق السور يقع متحف جاير أندرسون و هو ثالث جامع بني في عاصمة مصر الإسلامية و بدأ بناؤه منذ عام ٢٦٣ هجرياً ٨٧٧ ميلادياً حتى عام ٢٦٥ هجرياً ٨٧٩ ميلادياً بعد جامع عمرو إبن العاص في مدينة الفسطاط و جامع العسكر في مدينة العسكر و يعد من أقدم المساجد في مصر القائمة حتى الآن محافظاً على حالته الأصلية عن باقي المساجد التى توالت فيهم الإصلاحات التي غيرت من معالمها و شيد المسجد فوق ربوة صخرية تعرف بجبل يَشّكُرْ و يعتبر من المساجد المعلقه و هو أحد أكبر مساجد مصر و تبلغ مساحته داخليا بساحته الخارجية ستة و نصف فدان و تم بناؤه على شكل مربع بطراز المساجد العباسية و خاصة مسجد سامراء بالعراق الذي أستلهم منه المنارة الملوية و مئذنة واحدة و قبتان وهما قبة صحن و قبة صغيرة .
و أختلف المؤرخون حول شخصية مهندس المسجد ، فرجح البعض إنه كان نصرانياً و يدعى المهندس سعيد بن كاتب الفرغاني و كان قد طلب منه الأمير أحمد إبن طولون صناعة عيناً للماء فلما أتمها دعا إبن طولون لزيارتها و لسوء حظه كان بموضع البناء جيراً لا يزال رطباً فغاصت به قدم فرس إبن طولون فسقط به فظن إنه أراد به سوءاً فأمر بجلده و حبسه و ظل بمحبسه حتى أراد إبن طولون بناء الجامع فقدر له ثلاثمائة عمود و من صعوبة إحضارها إلا عبر إستخدام أعمدة الكنائس و الأديرة الخربة .
و رفض إبن طولون ذلك الأمر و بلغ للنصراني الخبر في محبسه فكتب لإبن طولون أن يبنيه له كما يحب و يختار و بلا أعمدة إلا عمودي القبلة فأخرجه إبن طولون و أحضر له جلوداً للرسم فصور له النصراني المسجد فأعجب به و وافق على بنائه فوراً و أطلق سراحه و أعطاه منحة مائة ألف دينار لنفقة البناء و كل ما يحتاج بعد ذلك فلما أتم البناء و ذهب إبن طولون لزيارة المسجد صعد النصراني إلى المنارة صائحاً بإبن طولون بطلب الجائزة و الأمان خوفاً من أن يجري له ما جرى في المرة الأولى فأمنه إبن طولون و كافأه بعشرة الآف دينار و منحه رزقاً واسعاً.
أما المجموعة الأخرى من المؤرخين يرجحون إنه المهندس أحمد بن محمد الحاسب الذي قدم من العراق لبناء مقياس النيل الجديد بالروضة و بسبب تأثر مصمم المسجد بتصميم مسجد سامراء بالعراق ، و عدم إستخدام الأساطين أو الأعمدة الرخامية في البناء بل أستخدم بدلاً من ذلك العقود القائمة على دعائم من الآجر .

قد يعجبك ايضا
تعليقات